الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

تحالف أوبك بلس ينتصر من جديد

تجاوز تحالف أوبك بلس الأسبوع الماضي واحداً من أهم الاجتماعات الوزارية بالخروج منتصراً على جميع الأصعدة، خالقاً بذلك منطقة متوازنة جديدة بعيداً عن التطرف والميل لجهة على حساب أخرى، مع ضمان مصالح المنتجين -وبالخصوص دول الخليج- والمستهلكين على حد سواء.

هذا دليل واضح على مرونة التحالف وقدرته على تجاوز العقبات وإبقاء الملفات السياسية خارج مظلته؛ ما قاد للخروج بقرارات تاريخية تتناسب مع متطلبات السوق النفطية.

هذا التناغم والسرعة في اتخاذ القرار يعود فضله للقيادة المتميزة من سمو وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وثقل المملكة السياسي والاقتصادي. هذا الأمر ولَّد إجماعاً دولياً لا يخفى على الجميع بأن المملكة العربية السعودية -وكرئيس لتحالف أوبك بلس- صمام أمن الطاقة العالمي وبنكه المركزي.

لا شك بأن جهود الأعضاء الآخرين في التحالف محل اهتمام، وكان لها دور إيجابي في خلق بيئة متناغمة ومرنة، وأهم تلك الدول دولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت والعراق، حيث قادت إبقاء روسيا كرئيس مشارك لتحالف هو الأكبر على مر العصور في قطاع الطاقة العالمي.

بقاء روسيا الاتحادية في اتفاقية أوبك بلس -وكرئيس لدول المجموعة غير الأعضاء- مهم جداً لبقاء هذا التحالف متماسكاً، لذلك يجب أن يتم العمل على ذلك خلال الأشهر القادمة بتمديد هذه الاتفاقية لما بعد العام الحالي مع البحث عن فرص انضمام دول أخرى في حال قدمت رغبتها مثل البرازيل وكندا لهذا التحالف.

الكثير يعول على هذه المجموعة بقيادة قطاع الطاقة العالمي لبر الأمان -خصوصاً مع التخبط الغربي في شؤون واستراتيجيات الطاقة المستقبلية- ومع ذلك ما زالت تتعرض مجموعة أوبك بلس لهجمة كبيرة من حملات التشوية والشيطنة غير المبررة سواء من منظمات دولية ذات صبغة سياسية أو إعلام غربي متحيز.

بقاء روسيا الاتحادية في اتفاقية أوبك بلس -وكرئيس لدول المجموعة غير الأعضاء- مهم جداً لبقاء هذا التحالف متماسكاً.

لذلك -ومن وجهة نظري- يجب أن تقوم المجموعة بما هو أبعد من تحديد أرقام الإنتاج ومراقبتها، إلى وضع ورسم خطط مستقبلية لصناعة الطاقة، وكمية وحجم الاستثمارات التي يجب ضخها في هذا القطاع، وتقارير عن الأداء البيئي للمجموعة، وكذلك مركز أبحاث وتطوير لرفع كفاءة عمليات المنبع وتبادل الخبرات بين المجموعة على مستوى الدول وليس الشركات النفطية فقط.

تبني هذه الأفكار والقيام بهذه المهام سوف يبعث رسائل واضحة عن مستقبل صناعة الطاقة عالمياً؛ ما يحفز المستثمرين الجدد للدخول في هذا القطاع بشكل أكبر من جهة، و يلجم المتطرفين الذين يحاولون شيطنة مجموعة أوبك بلس من جهة أخرى.