الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المعارضة التركية.. وازدحام التحالفات

تكشف بعض الأحاديث والتحليلات في ساحة المعارضة التركية، عن رغبات عديدة في إعادة تشكيل تحالفات المعارضة في الساحة السياسية، وبعضها تشير إلى احتمالية إجراء انتخابات مبكرة في العام المقبل، أي قبل موعدها المقرر عام 2023، ومن هذه التحالفات المحتملة ما مهّد له رئيس المعارضة كلجدار أوغلو، باستعداده تقديم المساعدة للأحزاب التركية الجديدة لإدخالها في البرلمان المقبل، وهو يقصد حزب المستقبل، بزعامة أحمد داود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم بزعامة علي باباجان.. الحزبان اللذان وُلِدا من رحم حزب العدالة والتنمية. فإن لم ينجح كلجدار أوغلو في ضم الحزبين المذكورين إلى تحالف سياسي للمعارضة التركية بزعامته، فإنه يريد إبعادهما عن أي تحالفات تزيد من قوة حزب العدالة والتنمية أولاً، أو تضعف حلف المعارضة الرئيسي الذي يترأسه كلجدار أوغلو نفسه. هذه التشكيلات الجديدة للمعارضة يدركها تحالف الحزب الحاكم بين حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحزب الحركة القومية بزعامة دولت باهتشيلي، فقبل التأكد من قرب الانتخابات، سواء كانت مبكرة أو على موعدها المقرر، ليس من المرجح تفكك هذا التحالف الحاكم، وتداول أقوال عن رغبة حزب العدالة والتنمية التحالف مع حزب الخير بزعامة ميرال أكشينار، يعد في هذه المرحلة مناورة واقعية، أو نوعاً من تقوية التحالف الحاكم، وخاصة بعد تراجع شعبية التحالف الحاكم حسب كل استطلاعات الرأي. هذه المؤشرات فيها دلائل أن الأحزاب السياسية التركية لا تزال تفكر بالعقليات السابقة، عندما كانت التحالفات تجمع بين الأحزاب لتشكيل الحكومة، ومنح الثقة لها. نعم نجحت التحالفات في انتزاع إسطنبول وأنقرة من حزب العدالة والتنمية بعد ربع قرن، لكن النظام الجديد الرئاسي يحتاج إلى جهد أكبر وجبهات موحدة، لا شك أن دعوة باهتشيلي لأكشينار للانضمام إلى تحالف الجمهور الحاكم تمت بتفاهم بين باهتشيلي مع الرئيس أردوغان أولاً، وعلى أن باهتشيلي يدرك خطورة تشكيل كل أحزاب المعارضة تحالفاً موحداً ضد تحالفه مع حزب العدالة والتنمية، يُضاف إلى ذلك الادعاء إلى توجه الزعيم السياسي المنافس لأردوغان في الانتخابات الرئاسية السابقة محرم إنجي إلى تشكيل تيار سياسي منشق عن حزب الشعب الجمهوري، فإذا تم ذلك، فإن ساحة المعارضة السياسية التركية ستكون مزدحمة بالتحالفات السياسية القادمة، وقابلة لظهور تحالفات مفاجئة بين الأحزاب المنشقة عن أصولها، لكن جميعها لن يكون مفيداً إلا في حالة واحدة فقط، ألا وهو إجماع المعارضة على مرشح واحد فقط في مواجهة الجبهة الأردوغانية، عندها فقط يمكن الحديث عن إمكانيَّة النجاح.