الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أزمات العرب.. الوحدة هي الحل

يمر العالم العربي بأوقات عصيبة، ولم تؤدِّ 10 سنوات من حالة الفوضى والاضطراب التي أعقبت ما يُسمى «الربيع العربي»، وعاشتها العديد من البُلدان العربية، إلى النتائج التي كانت تُرتجى منها، لتحقيق قفزة تطورية وتنموية مأمولة. وبالرغم من أن تلك البُلدان عرفت كيف تتعامل مع ما يُسمى بـ«الإسلام الراديكالي» بما يمثِّله من خطر، وما يحمله من طرح مزيّف لمفهوم الدين الإسلامي، إلا أن البقايا المتبقية من هذه الحركات المنحرفة لا تزال تنفث سمومها في أجواء بعض تلك البُلدان. وما لبثت أن حلّت بتلك الدول، ومعها العالم كله، جائحة كورونا الخطرة ذات العواقب والتداعيات، التي يُنتظر أن تتواصل لفترة طويلة من الزمن. ولم تتردد الصحف العربية عن نشر توقعات متشائمة للغاية حول آفاق التنمية في المنطقة العربية خلال المراحل المقبلة، ونطرح فيما يلي ما قاله صحفي شهير في الشرق الأوسط حول تقييمه للوضع: «اليوم، كما كانت الحال في السابق، يمكنك أن تتلمس مظاهر الغضب واليأس في كل زاوية، وعند مطلع العقد الجاري، وكما هي الحال عند مطلع العقد الماضي، تعاني المنطقة من تبعات وتداعيات أزمة اقتصادية عالمية، ومرة أخرى يمكننا أن نلاحظ أن بُلدان الشرق الأوسط لا تعاني من عدم الكفاءة السياسية والاقتصادية وقمع وفساد أنظمتها فحسب، ولكن أيضاً من السياسة الخارجية الأمريكية الغبية والمتهورة، التي تدعم المُستبدين، وتشجع عدم الاستقرار». وفي هذه الظروف الصعبة، حدث انفجار بيروت الهائل الذي خلّف عدداً كبيراً من القتلى والجرحى والدمار الواسع، الذي يضع خطاً تحت المشكلات التي انتهى إليها «الربيع العربي». وأدَّت هذه الأحداث المأساوية لاندلاع حركات احتجاجية ثورية في لبنان، ويطالب المتظاهرون بتغيير النخب السياسية الحاكمة وصرفها عن مناصبها، وأصبح من الواضح الآن أن نظام حكومات المحاصصة الطائفية الذي بقي سائداً في لبنان منذ 80 عاماً، قد انهار الآن، وبات من الواضح أيضاً أن لبنان العاجز عن امتلاك قوة مركزية مستقلة للدولة لن يتمكن من تجاوز الأزمة المستعصية الراهنة بسلام. ولقد بلغ اليأس الذي يغمر اللبنانيين مبلغاً، دفع بنحو 40 ألف مواطن منهم لتوقيع عريضة تطالب بعودة الانتداب الفرنسي، وهو ما يعني بكلمة أخرى تحويل لبنان إلى مستعمرة فرنسية. ويعتقد بعض المُستعربين الروس، أن من شأن هذه الأحداث أن تشكِّل نقطة تحوّل بارزة لتشجيع البُلدان العربية على الاتحاد، من أجل الدفاع عن استقلالها ومكانتها وسُمعتها في النظام السياسي والاقتصادي العالمي. ولا بدّ لهذه الصعوبات أن تؤدي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة فيما يتعلق بمصير اللبنانيين، ومواطني الدول العربية بشكل عام. وروسيا مستعدة لتقديم المساعدة في إنجاح هذا المسعى، وكما يعلم الجميع، فلقد بادرت روسيا للإسراع بإرسال 5 طائرات تحمل مواد الإغاثة إلى بيروت، بالإضافة لمستشفى ميداني وأطباء ومنقذين ومختبرات متنقلة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا.