الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

القيم ووسائل تحقيق الأهداف

من المفيد للإنسان، أن يعلق بقيمه ككائن عقلاني مفكر حر ومسؤول، وعليه أن يجسد هذه القيم في نظرته لنفسه ونظرته للآخرين، وسلوكه وأهدافه وعلاقاته النبيلة، التي يجب أن ترقى إلى مستوى الواجب الإنساني المحلي والعالمي في الحياة والعمل، وعندما يتعلق الأمر بتحديد أهدافه، فإنه لا يتم إنشاؤها في الفراغ، ولكن يجب النظر إليها في سياق القيم التي يتبناها الإنسان.

لماذا؟ لأنه عندما تتوافق الأهداف مع القيم، تكون أكثر قابلية للتحقيق، وتصبح حجر الأساس، الذي يأخذنا إلى حيث نريد أن نذهب، وعندما نتعمق في العلاقة بين الأهداف والقيم، وكيف يمكن التأكد من أنها متوافقة، فسيكون من المفهوم أن ما نتبناه من القيم هو الاتجاه الحتمي الذي نتحرك فيه طوال الحياة.

غالباً ما يتم دمج هذه القيم في الرؤية، وفي بيانات الرسالة التي نصنعها لأنفسنا بشكل عام، ولكن ليس بالضرورة نفسها من حيث الأهداف وما نريد تحقيقه منها، كالمعالم التي يجب أن نصل إليها في رحلة العمل والحياة.


وهكذا ندرك أن الأهداف ليست قوائم الرغبات التي نضعها في مسار شغف الحياة، بل يجب أن ننظر إليها من منظور القيم الشخصية لرواد النجاح، مع القيم العملية والرؤية والرسالة، فعند تحديد الأهداف يجب أن نطرح بعض الأسئلة مثل ما أهم أهدافنا؟ وما أهم قيمنا وأولوياتنا؟


عندما ننظر إلى الأهداف في سياق القيم، من خلال الإجابة عن هذه الأسئلة، يمكننا التأكد من أنها قابلة للتحقيق والعمل على اتخاذ الاتجاه الذي نريد عبره تحويل الأهداف إلى أفعال، وللقيام بذلك نحتاج إلى تدوين هذه الأهداف والتخطيط الدقيق حتى يمكن تحقيقها.

ومن المفيد تقييم ما إذا كانت أهدافنا ذكية، كما لو كانت في حالة محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق، وواقعية وفي الوقت المناسب، ومن هنا ستسمح لنا عملية تقييم أهدافنا وتدوينها ثم قياسها بتكوين عادات مميزة، من خلال معرفة الإجراءات التي نكررها لتوصلنا إلى حيث نريد أن نذهب، وكما يقول المثل «المثابرة تتغلب على المقاومة».

في الواقع، لا يمكننا تحقيق الأهداف بالوسائل العلمية فقط، فالقيم تضعنا دائماً في موضع الإعجاب والدهشة في سيطرتها على وسائل تحقيق الأهداف، سواء كنا على دراية بها أم لا، وهي أعظم تكوين لفهمنا للحياة، وإذا لم تتوافق أهدافنا معها فسيكون من الصعب تحقيقها.