السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

رحلة إلى التبت

قلة قليلة من الأشخاص من يعرفون منطقة التبت. وتقع منطقة التبت الذاتية الحكم في المنطقة الحدودية جنوب غربي الصين، ولدى السكان في التبت قومية خاصة بهم وتحفظ الصين حقوقهم كاملة في ممارسة شعائرهم الدينية، ويتشارك السكان هناك الشعب الصيني في نفس الحقوق والواجبات. وبما أننا نحتفل في الصين هذه الأيام بمناسبة الذكرى الـ70 لتحرير التبت السلمي أردت عزيزي القارئ أن نتعرف على قصة التبت ورحلة البناء والتطوير التي حدثت هناك، حتى أصبحت هذه المنطقة واحدة من أهم المناطق الأيكولوجية في العالم، وتتمتع بطبيعة ساحرة قلما تجدها في هذا العالم.

في مايو عام 1951 تم توقيع اتفاقية إجراءات التحرير السلمي للتبت بين الحكومة الصينية المركزية والحكومة المحلية في التبت، ويمثل توقيع هذه الاتفاقية نقطة تحول كبيرة في مسيرة تحديث التبت، وهو أيضاً نقطة تحول تاريخية في حياة أهالي المنطقة، حيث إن هذا التحرير السلمي هو صورة مشرفة للصين في لم شمل الوطن الأم بطرق سلمية، وأيضاً استخدام نهج الحكم الذاتي في المناطق القومية يعطي سكان هذه المناطق حقوق خاصة في ممارسة شعائرهم الدينية وممارسة طقوسهم وعاداتهم بكل حرية وفقاً لأحكام القانون.

ووفقاً للإحصاءات، بلغ نصيب الفرد من الدخل المتاح للسكان الريفيين في التبت 14598 يواناً (2250 دولاراً) في العام الماضي، وظل معدل النمو عند نحو 13% في السنوات الخمس الماضية، ويعادل 135 ضعفاً لقيمته في عام 1965، وهذا يؤكد أن التنمية التي حصلت في منطقة التبت لم تكن عادية، بل كانت تنمية كبيرة غيرت من شكل المنطقة.

خلال السنوات الماضية تحسنت الظروف المعيشية للمزارعين والرعاة في التبت، والمنهجية التي قامت الصين باتباعها في تطوير هذه المنقطة كانت تعتمد بشكل كبير على تطوير مقومات هذه المنطقة، في الماضي كان المحليون يقطعون الأشجار لطهي الطعام ثم تم استعادة البيئة الطبيعية للمنطقة؛ ما ساعد في جعلها وجهة سياحية. وفي عام 2015 تم بناء البنية التحتية السياحية في جميع الجوانب وفي الوقت الحاضر وبفضل هذه السياسات يبلغ الدخل 10 أضعاف ما كان عليه قبل عام 2015. والآن يفهم الناس أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي لهم ولأجيالهم.

منطقة التبت هي فعلاً رحلة، رحلة من التطور والنهضة والمكان الفريد بطبيعته الخلابة وبمصادره الطبيعية، والتعامل مع هذا المكان كان وفقاً لما يمتلكه من مقومات، وهذا ما ساعد سكان هذه المنطقة من التخلص من الفقر والزيادة في جودة حياتهم، ولعلي عزيزي القارئ أردت اليوم بهذه المناسبة أن أعرفك على جزء بسيط على إحدى الثقافات الموجودة في الصين، وأعرفك أن الصين متعددة القوميات والأعراق والثقافات ولكل منها حكايته في بناء الوطن الأم وكلنا نتشارك في جعل الصين بأكملها المكان الأفضل في هذا العالم.