الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الإمارات.. سياسة خارجية فاعلة

في مسيرة الدول نحو التقدم والازدهار لا بدّ لها أنْ تعمل باتجاهين متوازيين؛ إذ لا نماء للأوطان دون علاقاتٍ دبلوماسيّة منفتحة على العالم، والعكس صحيح، فلا علاقات دولية مميزة من دون سياسة داخلية بنّاءة، وهو ما يتحقق للإمارات العربية المتحدة، التي تعدّ المثال الأبرز في البناء والتطور على الصعيد الداخلي، لترتسم على أسس هذه الإنجازات السياسةُ الخارجية الفاعلة مع المجتمع الدولي الذي يُكِنّ جلّ الاحترام والتقدير لها قيادةً وشعباً.

وضمن هذه المعطيات والمساعي، تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأوروبية التي يمكن استلهام دلالاتها على الصعيدين الداخلي والخارجي على حد سواء.

فعلى الصعيد الداخلي، تطور الإمارات المتسارع على كافة الأصعدة، جعل منها دولةً نموذجية يسعى الجميع لإقامة علاقات تعاون معها، فمواصلة النمو يحتاج إلى علاقات منفتحة من أجل زيادة زخم الإنجازات وتحويلها إلى نموذجٍ عالميّ، ولذلك فإنّ التنمية المستدامة التي تسير نحوها الدولة وطنيّاً تتطلب سياسة خارجية متميزة، لتأتي العلاقات الإماراتية مع العالم أجمع وتُبنى على أسس التعاون المشترك لتكريس السلام ومبدأ الاستقرار والتعاون العالمي الضروري للتنمية.


وعلى الصعيد الخارجي، دأبت الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ «زايد» طيب الله ثراه، على إقامة علاقات متوازنة مع الجميع، على عكس الكثير من دول المنطقة التي لطالما تحيّزت لحليفٍ أو لداعمٍ مؤقت، وهذا ما يفسر الحفاوة التي التقى بها كلٌّ من رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، المفعمة بالشكر والامتنان على المساعدة الإماراتية في إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان التي تعاني فراغاً سياسياً، فحضور الإمارات في هذه الزيارات يعكس أنّ الدولة الإماراتية تحضر كعضوٍ فاعلٍ في السياسة الدولية لا مجرد باحثة عن المصالح الوطنية، ما يعطيها زخماً دولياً قل نظيره في دول المنطقة عموماً.


كل تلك الدلالات تتلخصُ في أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تسير بخطى ثابتة نحو عالمٍ يسوده السلام والأمن والاستقرار بالعمل والبناء والنهوض، لإنقاذ العالم من الصراع والجهل والفقر، في معركة الإنسان من أجل السلام والحياة الكريمة التي تليق به، لتكون السياسة الخارجية الإماراتية بذلك حاضرة وفاعلة على مستوى العالم.