السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

حرب العراق.. ماذا لو اعتذر بوش؟

في بداية هذا القرن خاضت الولايات المتحدة الأمريكية، حربين كبيرتين كانت نتائجهما خسارة كبيرة على الشعب الأمريكي وشعوب العالم، وبالأخص شعوب الدول التي جرت فيها الحروب والدول المجاورة لها، وقد ظهرت نتائج هذه الخسارة في السنوات الأولى من خوض تلك الحروب، لأن الكلفة المالية والعسكرية كانت باهظة جداً، والنتائج لم تكن موافقة للأهداف المعلنة قبل شن تلك الحروب.

إن مشاهد الاحتجاجات التي شهدتها أمريكا في الأشهر الماضية تظهر تصاعد وتيرة وقوة اليمين المتطرف، الذي امتلك الجرأة في الاعتداء على الكونغرس في السادس من يناير هذا العام، والذي لا يزال يتظاهر مطالباً بإطلاق صراح المعتقلين من أتباعه بسبب اقتحامهم، وأخيراً جاءت مطالبة الجندي الأمريكي «مايك بريسنر» للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن للاعتذار عن حرب العراق، لتشعل تلك المطالبة مشاعر الشعب الأمريكي من جديد.

مطالبة الجندي الأمريكي للرئيس بوش بالاعتذار عن حرب العراق لها أدلتها من وجهة نظر ذلك الجندي الأمريكي نفسه، فهو تحدث وكأنه يقدم مرافعة قانونية قائلاً إنه كان مشاركاً في تلك الحرب أولاً، وإنه شاهد رفاقه من الجنود الأمريكيين وهم يموتون ثانياً، وأخذ يسرد أسماءهم، وإن الجيش الأمريكي قتل مليون مواطن عراقي بذرائع كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل وصلة العراق بتنظيم القاعدة ثالثاً، وكان من ردة فعل للرئيس بوش هي قوله: «اجلس وتصرف باحترام»، إلى أن تم إخراج الجندي السابق من قاعة اللقاء العام الذي أقيم يوم الأحد 19 سبتمبر 2012 في مدينة لونغ بيتش، غربي الولايات المتحدة الأمريكية.


هذه المواجهة بين جندي أمريكي مع رئيس أمريكي سابق اتخذ قرار الحرب المدمرة على أمريكا والعراق معاً، وتم الاعتراف بكذب الذرائع التي قامت على أساسها هذه الحرب، قد تجد استجابة، وقد توجب على الرئيس الأمريكي الاعتذار عنها فعلاً، ولكن ما الذي يحول دون ذلك، وماذا يترتب على هذا الاعتذار لو تم ولو بعد عشرات السنين؟ إن أكبر ما سوف يترتب على ذلك هو الخسارة المعنوية لأمريكا، وما لا يقل خسارة هي الخسائر الاقتصادية الهائلة التي ستتحملها أمريكا كتعويضات للشعب العراقي وكل المتضررين من تلك الحروب الباطلة، ولكن إن تم الاعتذار فقد يعيد للولايات المتحدة سمعتها كدولة راعية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب بالديمقراطية والحرية.