السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

اعتداءات الحوثي.. ليست الأولى



حتى لحظة كتابة هذا المقال، أكثر من 100 دولة أدانت الهجوم الحوثي على منشآت مدنية في أبوظبي، الاثنين الماضي، وتسببت في قتل ثلاثة أشخاص على الأقل. لكن هذا الهجوم لم يكن الأول على دولة الإمارات منذ بداية هذا العام (2022). ففي الأسبوع الأول من يناير قام الحوثي باختطاف سفينة شحن ترفع العلم الإماراتي، مدعية كذباً أن السفينة تحمل أسلحة. هذا أمر متوقع من مليشيات تعمل ضد وطنها ومواطنيها في الأساس، فولاؤها عابر لحدود اليمن، تحركه المصالح الطائفية والأيديولوجية، وهذا الحال لا يختلف عن حال أي من المليشيات الموالية لإيران في العالم العربي.

الضربات الانتقامية والمتتالية على الإمارات كانت متوقعة، فلقد جاءت نتيجة عودة الإمارات بقوة إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، بعد أن سحبت جميع قواتها في عام 2019، فلقد خلق الانخراط الإماراتي تحولاً في ساحة المعركة، حيث قطعت قوات «ألوية العمالقة» المدعومة من الإمارات خطوط الإمداد عن «الحوثيين» الذين كانوا يحاولون السيطرة على مأرب الغنية بالنفط شرق صنعاء، كما أنهم سيطروا على شبوة التي تؤمن الوصول إلى خليج عدن ومنشأة الغاز الطبيعي السائل في بلحاف، فلا تزال بعض الفرق من الجنود الإماراتيين متمركزة هناك.

الاعتداء الحوثي سيفتح الباب أمام ردود فعل إماراتية ودولية على جماعة إرهابية تمارس الابتزاز باسم دولة

وفي خضم هذا لم تقف دولة الإمارات مكتوفة الأيدي أمام اعتداءات الحوثي، حيث لم يمر ذلك الاعتداء دون عقاب، فقد أعلن التحالف يوم الثلاثاء، 18 يناير، عن غارات استهدفت معاقل ومعسكرات الحوثيين في العاصمة صنعاء.


هذا، ولا يزال مصدر انطلاق طائرات «الدرون» المنفذة لهذه الغارات، التي عثر على أجزاء منها في موقع الانفجار بصناعية مصفح، قيد البحث من قبل أجهزة الأمن الإماراتية.


في الأخير، يبدو أن هذا الاعتداء الحوثي سيفتح الباب أمام ردود فعل إماراتية ودولية على جماعة إرهابية تمارس الابتزاز باسم دولة أخرى.