ألا لا يَجْهَلَنْ أَحد علينا

هي فئة جعلت العالم بأسره يتحد ضدها اليوم، في ظل سلوكها «البغيض» كما وصفتها أمريكا، بمواقفها الشائنة التي لا تريد السلام حلاً، ولا تهتم للدبلوماسية؛ لأنها مشبعة بالطائفية والأيديولوجيا والفكر التخريبي المدمر، تسير وفق ديدن حيوانات الغابة، ظناً منها أن البقاء للأقوى نهجٌ يتقبله العقل الذي يميز الإنسان عن سائر المخلوقات.

حماقة أفرادها وكياناتها أتت على الشعب اليمني بأسره، فقطعت عنهم خيوط الأمل بوقف الإمدادات الإنسانية التي تلبي الحاجات الأساسية للمستضعفين في أجزاء من البلاد، التي لا تزال تمثل اليوم أسوأ كارثة إنسانية مستمرة في العالم.

خداعة هي الفئة الحوثية التي تصل إلى نصف الطريق لتبعث بإشارات تفاؤل بعودتها إلى الحلول السلمية المنصفة وقبول العملية السياسية، إلا أنها سرعان ما تنسحب محدثةً خرقاً إرهابياً يعزز من سلوكها المتمرد الطامع، متناسية أن الضربات الموجعة تأتي في وقت تظن فيه أنها محمية في برجها العاجي، غير مدركة أن الحليم إذا غضب يدكها دكاً دكاً، كما حدث مع القصف الأخير لقوات التحالف العربي التي ردت عليها رداً مباشراً وصارماً نتيجة استهدافها منشآت مدنية في العاصمة أبوظبي، وهي التي أباحت لنفسها إحداث مئات الهجمات الإرهابية على السعودية.

الحوثيون المدعومون من أنظمة معروفة وضعوا سيناريو تخويفياً استهدف المدنيين في الإمارات والسعودية، غير مدركين أن ذلك سينقلب على رؤوسهم بين ليلة وضحاها، ورغم أن البلدين مستمران في دعمهما للجهود الأممية والدولية لإحلال السلام في اليمن، إلا أن الغرور الحوثي اختار المواجهة الأصعب التي فتحت فيها خط النار على مواقع الرؤوس المدبرة، وأحدثت في صفوفهم جرحاً وشرخاً لن يندمل بسهولة، مختبرين الصبر الخليجي الذي يقوم على الحكمة دوماً والتأني في اتخاذ خطوات عسكرية مباشرة بعد المرور بكل ما يتطلبه القانون الدولي في مثل هذه الظروف والأزمات، لكنهم لم يضعوا في الحسبان التطور العسكري في الإمارات والسعودية، تخطيطاً وعدة وعتاداً، فهم «الأسبرطة الصاعدة» بشرعية التحرك ضد العدوان.

باتت المليشيات الحوثية اليوم مهدداً رئيسياً للأمن والسلام في المنطقة وما حدث بالأمس في الإمارات والمملكة، حشد الصف العالمي بأسره ضد هذه الحركة الإرهابية المتزمتة والمتألمة من التحرك الميداني لتحرير شبوة، والتقدم في مأرب، لتتحول الحرب اليوم بين الخير والشر، بين أن يكون الأمل العربي في العيش بسلام وباستحقاق تنموي يحقق الرفاهية للشعوب المدركة لحقوقها واقعاً هو الأولوية، وبين أن دولة المواطنة فوق الطائفية والأيديولوجيا وأن ضمان الحقوق والحريات ومكافحة الفساد هي المحددات الأساس للعيش المستقر في الغد.