السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أسعار الغذاء.. على أبواب أزمة حقيقية!

متى ما يتحدث الناس بقلق في مجالسهم الخاصة عن شأن عام معين ذي صلة مباشرة بحياتهم ومعيشتهم، تعرف أنك أمام مشكلة حقيقية تستدعي تدخلاً سريعاً.

هذا ما يحدث اليوم بالضبط مع ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الرئيسية، كالحليب والأرز والزيوت وغيرها، لتبدي على إثره الأسر وبالأخص ذات الدخل المتواضع والمحدود تخوفاً نتيجة ارتباط هذا الأمر بمستوى دخلهم، الذي قد يتأثر وسط مهددات سابقة اقتطعت منه أجزاءً نتيجة كورونا.

من وجهة نظر الفرد ليس مهماً ما هي الظروف الخارجية التي أثرت على ارتفاع الأسعار، وهي بالمجمل نتيجة الاضطرابات في سلسلة التوريد العالمية، وارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة والظروف الجوية وقلة العمالة نتيجة تقليص أعدادهم في فترة ذروة كورونا.. ولكن ما يهمه هو كيف سيؤمن نفسه وأسرته ودور الحكومات في حمايته!

في الوقت الذي نترك فيه الحلول الجذرية بين أيدي صناع القرار مع ارتفاع أسعار الأغذية، يبقى على عاتقنا كأفراد النظر ملياً إلى ثقافة تعاطينا مع الغذاء

هنا نفترض وجود هذا الملف كأولوية على طاولة وزارة الاقتصاد، التي بدورها اعتمدت لبعض الموردين والمنافذ رفع أسعار عدد من السلع الغذائية، إلى جانب دور آخر منتظر من الدوائر الاقتصادية المحلية لمتابعة سير هذه المشكلة التي قد تتحول إلى أزمة حقيقية في وقت قريب حسب مؤشرات عالمية في ذلك، إذ أظهر مؤشر منظمة الأغذية والزراعة ارتفاع أسعار الغذاء في يناير 2022 إلى أعلى مستوى لها منذ عام2011، كما اتجهت أسعار اللحوم، ومنتجات الألبان، والحبوب، إلى الارتفاع منذ ديسمبر 2021، بينما وصلت أسعار الزيوت إلى أعلى مستوى منذ عام 1990.

المهم اليوم في ظل هكذا ظروف أن ننتبه إلى قرب موسم رمضان الذي يرتفع فيه استهلاك الفرد والأسر للمواد الغذائية بشكل مضاعف.. وبينما ينتظر الناس عمليات الدعم المعتادة كالسلال الغذائية المدعومة من الجمعيات التعاونية والحكومات المحلية تبدو هذه العملية حلاً مؤقتاً لأزمة قد تدوم طويلاً نسبياً، وتكون أشبه بمفعول مسكن الآلام الذي يخدر الأعراض ولا يعالج المرض الرئيسي.

وفي الوقت الذي نترك فيه الحلول الجذرية بين أيدي صناع القرار في مسألة التعامل مع ارتفاع أسعار الأغذية يبقى على عاتقنا كأفراد النظر ملياً إلى ثقافة تعاطينا مع الغذاء وطرق استهلاكه، وزيادة الاعتماد على الإنتاج المنزلي إلى جانب البحث عن مصادر غذائية بديلة ذات كلفة أقل.. وترشيد كميات الاستهلاك الغذائي الفردي.

في المقابل، نتمنى الدعم الجدي للأفراد المنتجين من الشباب المواطنين الذين يعملون في مجال المطاعم والذين يواجهون تحدياً كبيراً في ظل نقص الإمداد العالمي والبحث عن شراكات مع مزارع محلية تدعم حكومياً.. فمطاعم شهيرة لم تصمد أمام هذه الأزمة.. كيف بالناشئين الصغار؟!