الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الراتب بين الإسراف والاقتصاد

أظهرت تغريدة عميقة في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الردود بين قبول ورفض، حيث كتب أحدهم بأن راتباً محدوداً لعائلة ميسورة، قد يكون من أفضل الرواتب الخيالية في حال تمت الاستفادة مما تقدمه الحكومة من منزل وعلاج صحي وغيره.

هذا مربط الفرس، إذ لا يوجد ما يدعو للخجل، فالمشكلة الرئيسية هي الاعتراف! والمقصود بالاعتراف هو الإنصاف فيما إذا ما كان الراتب يكفي أو لا يكفي؟ هل يلبي رغباتي أم حاجاتي؟ هل أعيش بإسراف أم بعقلانية؟ تساؤلات كثيرة حول طريقة عيش الفرد، فبعضهم يقدّر حياته للأولوية والبعض الآخر يقع في سوء تصرفاته، فيتأزم ويتيقن أن الراتب لا يكفيه فتتفاقم المشكلة.

صديق لي لا يتعدى راتبه 30 ألف درهم، وصاحب عائلة بسيطة ويعيش مع احتياجاته، لديه مشروع بسيط في المواشي يساعده على تدبير أموره واحتياجاته الحياتية. في الجانب الآخر صديق يتعدى نفس المبلغ ولكنه متأزم ويعيش حياة غيره ولا يرتدي ثوبه، حتى فقد السيطرة على أولوياته ووصل لمرحلة الرغبات وهي الأخطر لأنها مؤقتة ومرتبطة بشعور سيختفي مع الأيام، لذلك لنكون منصفين وننظر بكلتا العينين لهذه المسألة.

المال الكافي بالنسبة لك دائماً ما يكون أكثر قليلاً مما تملك بالفعل

الراتب أو المال، أمر حساس جداً لكل فرد لا يتوجب لأحد أين كان، ليست له صلة بك أن يتوجه لك بقياس مدى حاجتك للمال ما لم يطلب منه، ولا يحق لأحد النظر في حاجات غيره فكل إنسان يقيس نفسه بمدى رغباته، المسألة منصبة في إدارة حياتك المالية، وهناك ظروف تجبرك بأن تكون مستعداً مالياً لظروف قد لا ترغب بمواجهتها وليست خياراً بأن تتحكم بها، فمسألة الراتب يكفي أو لا يكفي وما هو المناسب ليست من حق أي أحد أن يحدده فأنت تعرف ما تحتاج.

لكن يجب أن تتفهم بحكمة مقولة روبرت أشتون: «المال الكافي بالنسبة لك دائماً ما يكون أكثر قليلاً مما تملك بالفعل، وقليلون منا من سيزعمون أنهم ليسوا بحاجة للمزيد من المال».