الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مع الخصوصية وضدها

منذ بدأت الشركات التقنية في بيع الهواتف التقنية الحديثة حتى اليوم، والنقاش حول قضايا الخصوصية بكل تفاصيلها لم يتوقف، فالشبكات الاجتماعية التي ظهرت قبل الهواتف الذكية، استخدمت الهواتف لترسيخ حضورها في السوق العالمي، ونمت صناعة تتبع الناس حول الشبكة وجمع معلوماتهم وبيعها لمن يشتري من المعلنين وغيرهم.

مع هذا النمو في الشبكات الاجتماعية، بدأ أناس يصنعون أدوات مقاومة رقمية، أدوات تحميهم من لصوص الخصوصية وأصبحت حماية الخصوصية واحترامها وسيلة لكسب ثقة الناس وأموالهم.

شركة أبل سوقت لنفسها، على أنها الشركة التي تحترم خصوصيات المستخدمين وقد سعت بطرق عدة لحماية الناس من شركات أخرى، وهذا ما جعل الكثيرين يختارون منتجاتها على أساس أنها تحترم الخصوصية، وشخصياً أفضل منتجات أبل لهذا السبب، لكن أبل أعلنت مؤخراً عن نظام جديد لا يحترم خصوصية المستخدمين.


أبل أعلنت عن نظام لحماية الأطفال، وهنا تبدأ المشكلة لأنه من الصعب انتقاد شيء صُمم لحماية الأطفال، لكن الكثيرين فعلوا ذلك وانتقدوا الشركة بشدة، ونتيجة لذلك قررت أبل تأجيل تطبيق النظام وإضافة تحسينات له، لكن الناقدين يرون أن على أبل إلغاء النظام كلياً.


النظام يمسح الصور الموجودة في جهاز المستخدم ويقارنها بقاعدة بيانات لصور إباحية للأطفال، وهذا ينجز من خلال الحواسيب وبدون تدخل بشري، وإن وجد النظام عدداً من الصور في جهاز المستخدم، سيبلغ مؤسسة غير ربحية مختصة بحماية الأطفال، هذا البرنامج محدود بالولايات المتحدة فقط، لكن النقاد يخشون توسعه لبقية دول العالم واستخدامه لقمع حريات الناس، فبعض الحكومات قد تسعى لاستخدامه لأغراض أخرى غير حماية الأطفال.