الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

نسوةٌ يتحدثن اقتصاداً

لا شك أن كل ما يمر ببلداننا يؤثر علينا بشكل أو بآخر، كأفراد وكجزء من تكوين هذ المجتمع. الكل يعرف أن الحروب والنزوح تنتج عنها أزمات مختلفة ولعل الأزمة الاقتصادية إحداها وأبرزها.

ففي بلادي ليبيا، التي تعيش أزمة حادة في السيولة مع ارتفاع كبير في الأسعار مع تأخر صب المرتبات - بمعنى أننا نتقاضى مرتباتنا مرة كل شهرين - ومسموح لك بسقف مالي لا يتعدى 400 دينار ليبي، أي ما يعادل 75 دولاراً.

وعلى الرغم من البدائل التي طرحها مصرف ليبيا المركزي المنقسم، والتي باتت جزءاً من حياة المواطن، كالتعامل بالصكوك المصدقة والبطاقات الإلكترونية، إلا أن الفائدة على كل سلعة كبيرة قد تصل إلى 30%.


في هذه الظروف الصعبة اتجهت السيدات إلى سوق العمل الذاتي، فنلاحظ عدداً من الفتيات برعن في إعداد تورتات أعياد الميلاد، ومنهن من اتجهن إلى إعطاء دورات أونلاين في طريقة عمل «الميكاب». والبعض الآخر حوّل جزءاً من المنزل إلى مطابخ لإعداد الوجبات للمناسبات الاجتماعية المختلفة.


وقبل أيام فقط، أعلنت سيدة من خلال صفحتها على فيسبوك أنها في إطار إعداد معمل لصنع الحلويات وتحديداً (البريوش النيء)، وطلبت من الأصدقاء شراءه وبناء على إيجابية الآراء ستبدأ في تسويقه للمحال والكافيهات.

ولمواجهة الظرف المادي الصعب فتحت سيدات بيوتهن لرعاية الأطفال بنظام الساعة في غياب الأمهات للعمل أو لمناسبة اجتماعية ما! هذا الظرف فرض كثيراً من المهن التي من الصعب مشاهدتها في المجتمع، مثل توصيل الطلبيات، ويحدد السعر بحسب المنطقة، حتى إن هناك طلاب جامعات يعملون في هذه المهنة.

منذ فترة التقيت بشابة صغيرة في مقتبل العمل بدأت تؤسس شركة لتصميم الأزياء وخياطة الملابس، وهو ما قد ينعكس إيجاباً على النساء وعائلاتهن والاقتصاد.

هذه المشاريع لا أعتقد أنها أسست على دراسات جدوى وتحديد الأرباح على مدى العام، فهي مشاريع فرضتها الحاجة ورغبة كل سيدة في مساعدة عائلتها ولا أكثر من ذلك.

وبحسب تقرير نشر في موقع الأمم المتحدة، فإن التحولات السياسية الصعبة، والتحديات الأمنية، والصراعات الإقليمية التي طال أمدها تؤثر على التوقعات الاقتصادية للمنطقة العربية خاصة والعالم الذي يعيش 53% من سكانه على 4 دولارات في اليوم أو أقل.