الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

فيرس التغيير الفوضوي

في المقال السابق، بقي حقل عدد المدربين الذين أشرفوا على تدريب المنتخب الوطني الإماراتي فارغاً، على الرغم من أن المؤرخ والإعلامي الرياضي محمد الجوكر ذكر أسماءهم جميعاً في كتابه «وطن من ذهب». في هذا المقال، نستعير من الكتاب الأسماء التي ذكرها المؤلف لفترة ما بعد التأهل إلى كأس العالم 1990 وهم: البولندي بلاوت كارلوس، والأوكراني فاليري لوبنوفسكي، والبولندي توني بتشنيك، والأوكراني توميسلاف إيفتش، والإماراتي عبدالله مسفر، والبرازيلي لوري ساندري، والتشيكي ميلان ماتشالا، والبرتغالي كارلوس كيروش، والكرواتي ستريشكو جورسيك، والفرنسي هنري ميشيل، والإماراتي عبدالله صقر، والهولندي تيني ريخس، والهولندي بونفرير، والإنجليزي روي هدسون، والفرنسي جون جودار، والهولندي أد أيموس، والإماراتي جمعة ربيع، والهولندي ديك أدفوكات، والإماراتي بدر صالح، والفرنسي دومنيك، والفرنسي ميتسو، والسلوفيني كاتانيش، والإماراتي مهدي علي، والأرجنتيني أدغاردو باوزا، والإيطالي ألبرتو زاكيروني، والهولندي فان مارفيك، والصربي إيفان يوفانوفيتش، والكولومبي خورخي لويس بينتو، وعودة مرة أخرى للهولندي مارفيك الذي يقود الأبيض في التصفيات الحالية المؤهلة لمونديال 2022.

لو قسّمنا عدد المدربين الذين دربوا الأبيض بعد عام 1990 على عدد السنوات، لخرجنا بحصيلة تقريبية نتيجتها أن المنتخب يُبّدل مدربه كل عام، وهذا شيء غير مقبول في كرة القدم، لأن هذه اللعبة تحتاج إلى استقرار وإلى تغييرات معقولة وليست انفعالية.

على سبيل المثال، بعد أن نجح المدرب مهدي علي في تشكيل هوية جديدة للكرة الإماراتية وحقق إنجازات تاريخية، وجد نفسه تحت وابل من النقد الهدّام بسبب بعض العثرات، فخسر الأبيض أحد أفضل مدربيه وفقد قدرته على المقاومة.

«غيّروا المدرب» «استقالة المدرب» «أقيلوه» «هذا المدرب لا يفهم» «تغييراته متأخرة».. هذه العبارات التي ظهرت في وسائل الإعلام خلال العقود الماضية تحولت إلى قوة ضغط مدمرة على المجالس السابقة لاتحاد الكرة، وأسهمت بإحراق الخطط والبرامج، وجعلت كل مجلس يفكر في مرحلته وليس أبعد من ذلك.

هوس تغيير المدربين الفوضوي في الكرة الإماراتية فيرس خطير ناتج عن الأصوات النقدية النشاز، ومن دون معالجة هذا الوباء، ستبقى خطوات التطور محدودة أو تتوقف عند موقعها الحالي.