السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ترفيه أم احتراف؟

منذ تصفيات كأس العالم 2018، كان ظاهراً أن معظم الأسماء الموجودة في قائمة منتخبنا الوطني الأول قدموا كل ما لديهم سابقاً، ويجب ألا ننتظر منهم المزيد، لأن الأمر يتعلق بإمكاناتهم المحدودة والتي لا تمكنهم من مجاراة المنتخبات الأخرى المتطورة، لكن المجالس التي جاءت في اتحاد كرة القدم أصر أعضاؤها الاعتماد على ذات الأسماء ونفس النهج الذي فشلنا فيه سابقاً.

وقبل كل شيء يجب أن نسأل أنفسنا، ما الذي نريده من اللعبة؟ هل هدفنا الوصول حقاً إلى كأس العالم والمنافسة على الألقاب؟ لأن الأرضية التي نرتكز عليها حالياً هشة، كوننا ما زلنا نتعامل مع كرة القدم باعتبار أنها جانب ترفيهي، ورغم ذلك نضع أهدافاً أكبر من الواقع، وتخرج التصريحات بمنتهى البساطة، وكأن تحقيق المجد مسألة سهلة بسيطة للغاية، في الوقت الذي يعمل فيه الغير بكل جد واحترافية سعياً إلى تحقيق طموحاتهم.

إذا أردنا حقاً النهوض بكرة القدم، علينا أولاً أن نعمل على تطبيق الاحتراف بحذافيره، وأن نبدأ بالعمل الإداري، لأنه الأساس الذي تقوم عليه اللعبة، بأن يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن يتفرغ الإداري لمهنته، بحيث يقدم كل ما لديه خوفاً من أي فشل، بدلاً من إدارة اللعبة في أوقات الفراغ وفي العصرية.

ثانياً، لا يوجد لاعب هاوٍ في العالم يعمل صباحاً في مجال ما، ويأتي في المساء ويتدرب وبعدها يذهب إلى كأس العالم ويحقق الألقاب القارية، هذا الأمر انتهى قبل 20 عاماً، الآن أصبحت كرة القدم مهنة واحترافاً، يقضي اللاعب طيلة يومه في النادي من أجل العمل على عدة جوانب، مثل الدوام تماماً، ويعود في المساء لبيته وهكذا.

إضافة إلى ذلك، بدلاً من وضع أهداف غير واقعية، يجب أن نستعين بأفضل الخبراء من أجل وضع استراتيجية طويلة وقصيرة المدى، يمكن أن نتعامل معها بالأدوات المتوفرة لدينا، وتحقيقها على عدة أجزاء، بدلاً من تغيير الخطط مع كل إدارة تأتي في الأندية أو اتحاد كرة القدم.

وعلينا أن نتذكر دوماً، أنه في الوقت الذي نعود فيه إلى الخلف، هناك من يعمل ويتطور ويبتعد عنك كثيراً، وبعد سنوات قليلة سنجد أنفسنا من ضمن الأضعف في القارة.