الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

الكفاءة والفاعلية.. مَن يدفع الثمن؟

أصبحت ثقافة سهولة الشراء أمراً مثيراً للإعجاب، حيث يمكنك شراء ما تحتاج إليه من أي مكان حول العالم، والحصول على ما تريده خلال أيام، ولكن هل توقفت لتفكر في كيفية عمل هذا النظام؟
شركة أمازون مثلاً رفعت كفاءة خدماتها لدرجة أنها أصبحت تستطيع إيصال بضاعة من طرف في العالم إلى آخر في أيام، وهذا لا شك أمر إيجابي للمتسوقين لكن هناك ثمن لهذه السرعة والكفاءة في تلبية طلبات المتسوقين.
مع بداية كورونا وانتقال الملايين حول العالم إلى الاعتماد كلياً على الإنترنت للعمل والتعليم وقضاء أوقاتهم في المنازل والتوجه للتسوق الإلكتروني أكثر، هذا ما أدى إلى أن يزداد الطلب على خدمات مواقع عديدة ومن بينها بالطبع أمازون، التي كان عليها التعامل مع الجائحة ومع ازدياد الطلب في نفس الوقت، لكن حتى قبل الجائحة كانت أمازون تزيد فعالية عملياتها من خلال الأتمتة ودفع العمال للعمل بسرعة أكبر.
ساعات العمل تصل لـ 10 ساعات وغالباً 11 ساعة، ويطلب من العمال العمل أكثر وتقليل أوقات الراحة لتحريك البضائع من المخازن نحو الشحن.
العمال يعانون في هذه الحالة من الضغط الذي يدفعهم للعمل بسرعة وإلا سيجدون توبيخاً، وقد يتعرضون للفصل من العمل في حال لم يتحسن الأداء، هذا أدى إلى إصابتهم بإرهاق وأمراض عدة.
سائقو التوصيل من ناحية أخرى يعانون كذلك من مراقبة الحاسوب لهم ووجود برنامج ذكاء اصطناعي وضع له معايير محددة لتقييم أداء السائق، ومن بينها سرعة التوصيل والأمان في القيادة، وأحياناً تتضارب هذه المعايير لأن السائق لا يستطيع أن يقود بسرعة وأمان في نفس الوقت مما يؤدي بالبعض منهم إلى الركض ورمي الصناديق على عتبات المنازل والعودة بسرعة للشاحنة!
ما وصفته هنا جزء صغير مما يحدث، العملية بأكملها بداية من التصنيع والشحن عبر البحار ثم وصول البضائع إلى المخازن وتوزيعها؛ هذه العملية تتطلب العشرات من الناس الذين لا يراهم المشتري ولا يعرف عنهم شيئاً، وبدون هؤلاء العمال لن يكون هناك توصيل في الوقت المحدد، ولكن هل هذه الكفاءة تستحق هذا الثمن؟