الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تعقيدات التجديد لمارفيك

لم أستغرب قرار أو توصية لجنة المنتخبات والشؤون الفنية الجديدة باتحاد كرة القدم الإماراتي، في اجتماعها الأول، برئاسة حميد الطاير، عضو مجلس إدارة الاتحاد، بتجديد الثقة في الهولندي بيرت فان مارفيك، المدير الفني للمنتخب الأول، واستمراره في عمله حتى نهاية عقده في ختام تصفيات المونديال في مارس 2022، فاللجنة التي لا تضم سوى عضو واحد بمجلس إدارة الاتحاد، قد لا تكون أنسب جهة لإصدار قرار إقالة الرجل، وهي لم تعاصر عمل الرجل بالتفاصيل الدقيقة مثلما حدث مع اللجنة السابقة المستقيلة بقيادة حسين يوسف نائب رئيس الاتحاد.

واللجنة الجديدة مع احترامي لرئيسها حميد الطاير، الذي شغل من قبل منصب المشرف على فريق كرة القدم بنادي النصر، وترأس مجلس إدارة شركة كرة القدم بهذا النادي ثلاث سنوات، لا أظن أنها راجعت فترة عمل المدرب وقامت بتقييمه في قراراته الفنية واللوجستية ومنها ندرة أو انعدام المباريات التجريبية، كما أن ضيق الوقت لن يسمح بانتداب مدرب جديد لقيادة الأبيض في الأربع مباريات المتبقية من التصفيات المونديالية.

وربما يجوز أن نسأل اللجنة، التي ستعتمد توصيتها من مجلس إدارة الاتحاد، عن كيفية التوصل إلى قرارها، وهل تناقشت مع مارفيك وسألته عن النتيجة الكارثية لمباراة المنتخب الإماراتي أمام قطر بالخمسة في بطولة كأس العرب، وهي ثاني هزيمة درامية للأبيض في عهد مارفيك أمام نظيره القطري، وسبق أن خسر بنتيجة 4/2 في كأس الخليج بالدوحة عام 2019، خلال تعاقده الأول، إبان رئاسة المهندس مروان بن غليطة للاتحاد، وعلى إثرها تمت إقالته.

ولم نعرف هل قدم مارفيك بعض الأسباب والمبررات للخسارة الكبيرة، أم اكتفى بإلقاء اللوم والمسؤولية على اللاعبين، ولم نسمع من مارفيك اعتذاراً عن تلك الهزيمة، ولم نسمع عن تعهدات جديدة له في المرحلة الأخيرة من عقده وموقف الفريق الصعب في التصفيات بالاستمرار في احتلال المركز الثالث في المجموعة، والتأهل للملحق الآسيوي ثم تجاوزه للملحق العالمي، وهي تحديات خطيرة، كان أسهل منها المنافسة على إحدى البطاقتين المباشرتين للمجموعة.

ولا أريد أن ألقي بأي لوم على اللجنة الجديدة، التي أتمنى لها التوفيق في عملها، كما أتمنى أن توضح آلية عملها المستقبلي، بمشاركة المدرب في قرارات التحضير، لفترات الإعداد، ومساءلته في بعض القرارات الفنية التي ينجم عنها نتائج ضعيفة، وربما تستطيع اللجنة دحض ما قيل من أحد أعضاء لجنة المنتخبات السابقة، إن مارفيك يرفض أن تناقشه اللجنة في عمله!

بالمناسبة مارفيك «المحظوظ»، حصل على تجديد الثقة للمرة الثانية في عقده الثاني، وربما نال أيضاً مثل هذا التجديد في عقده الأول، رغم النتائج الضعيفة وقتها، وأتمنى أن يكون وجود الإسباني سالجادو، مستشار لجنة المنتخبات، عاملاً يساعد في التواصل والتعاون وتبادل المناقشات بين مارفيك واللجنة، وإن كانت قيمة سالجادو الفنية، لا تقارن بمستوى مارفيك، لأن سالجادو يعيش في دبي كرجل أعمال، ويدير أكاديمية للناشئين، ورغم نجوميته السابقة، كلاعب كبير في ريال مدريد ومنتخب إسبانيا، فليس له تاريخ تدريبي، وأعلى مستوى وصل إليه، مساعد مدرب بـ«القطعة» في جهاز أجيري، المدرب المكسيكي عندما كان مديراً فنياً لمنتخب مصر.

أخيراً كل التوفيق لمنتخب الإمارات في المرحلة المتبقية من تصفيات المونديال، ونأمل أن يتم استيعاب دروس الأخطاء السابقة لمارفيك في المراحل السابقة، ومشاركته العمل يداً بيد، حتى ينافس الأبيض على الأقل للتأهل للملحق وبعدها سيكون لكل حادث حديث.