الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أول الغيث قطرة

انتظرنا أول اجتماع للجنة المنتخبات والشؤون الفنية بعد تشكيلها الجديد، عقب ما حققه منتخبنا الوطني في كأس العرب، وخرجت الأخبار إلينا بإقالة طبيب المنتخب، وتغيير الجهاز الإداري، مع تجديد الثقة بالمدرب الهولندي فان مارفيك، وسط اندهاش وحالة من الاستغراب، لأن القرارات فاقت كل التوقعات، وضربت بالمنطق عرض الحائط.

لم نتوقع أن طبيب المنتخب كان سبباً في الهزيمة بخمسة أهداف أمام قطر، أو أن أحد أعضاء الجهاز الإداري لم يتمكن من إنهاء إحدى الهجمات بالشكل المطلوب.

وكان على الأقل توضيح الأسباب التي جعلت اللجنة تتخذ مثل هذه القرارات، خاصة في مسألة الطبيب، لأن التحليل الواقعي يقول إنه يتحمل مسألة العلاج الإصابات، وإذا كان هناك فشل في هذا الجانب خلال البطولة، يجب أن يتم إقالة الشخص الذي تعاقد معه أيضاً.

من الجيد أيضاً، أن اللجنة لم تتخذ المزيد من القرارات الفنية، لأنه مع كامل الاحترام للأعضاء الموجودين فإن مستقبل المنتخب الوطني يجب أن يكون بناء على رؤية فنية متكاملة، أعني أن تكون خارجة من مجموعة من الأشخاص الفنيين، لأن حتى ميشيل سالغادو بمسيرته مع ريال مدريد والمنتخب الإسباني، يجب ألا يقرر وحده مصير المنتخب، لأن لو كانت لديه الإمكانات الفنية والرؤية الثاقبة لاستعان به النادي الملكي أو الاتحاد الإسباني.

أيضاً لا أتفق مع اتحاد كرة القدم في مسألة الاستعانة بمدير فني، لأننا نعلم أن العلاقات دائماً ما تلعب دوراً في جلب الأفراد، بل من الأفضل أن تكون هناك لجنة فنية تضم مجموعة من المختصين الذين سبق وعملوا في كبرى الاتحادات الوطنية، إضافة إلى فنيين محليين من أصحاب الخبرة، لأن التجارب علمتنا ألا نضع مستقبل منتخبنا في يد قرار فردي بناء على أهواء شخصية، مثلما حدث في السابق، وآخرها التصريحات التي جددت الثقة في مارفيك واللاعبين، وبعدها عاد المنتخب بخماسية.

على الأقل علينا أن نتعلم من تكرار الأخطاء، لأننا نعيد ذات الأمر من حين إلى آخر، نغير الأشخاص ولكن نستمر في ذات العشوائية والنهج البعيد تماماً عن الاحتراف والتطوير في كرة القدم.