الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عرفناه قائداً وبايعناه رئيساً

كقانوني أميل دائماً لتقديم الشواهد والدلائل والقرائن على ما أقول وأكتب، والمختصون القانونيون يعلمون بأن بعض تلك الشواهد والدلائل والقرائن يحتاج لجهد وتركيبات وتحليلات لكي يتم إقناع المخاطب بصحة الحجة والمعلومة، ولكن عندما نتحدث عن التلاحم العفوي بين شعب وقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة فإن الأمر لا يحتاج لأي جهد لتقديم البراهين فالمتتبع سيقف أمام مشهد عظيم وهو يرى كيف امتزج الحزن الشديد لشعب الإمارات على رحيل قائده فقيد الوطن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» ثم بيعته لخليفته بكل سلاسة وهدوء لتستمر دولة المؤسسات التي بناها مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في مسيرتها التي فيها خير البلاد والعباد.

والمطلع على الدستور الإماراتي سيجد فيه نصاً بأن يتم اجتماع المجلس الأعلى المشكل من حكام الإمارات خلال شهر من تاريخ خلو منصب رئيس الاتحاد لاختيار رئيس للدولة، ولكن نتيجة التفاهم والتكاتف والثقة التي تربط الإمارات مع بعضها فإن الأمر لم يستغرق وقتاً وحُسم في اليوم التالي خلال جلسة أخوية واحدة استغرقت ثلاث دقائق وعشر ثوانٍ جمعت حكام الإمارات السبعة وفيها تم بالإجماع اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله» رئيساً للمرحلة القادمة، ما يُبشر ويُؤكد على أن القيادة الإماراتية مستمرة في نهجها التطوري في كافة المجالات.

كقانوني أميل دائماً لتقديم الشواهد والدلائل والقرائن على ما أقول وأكتب



وعلى المستوى الشعبي ونتيجة التطورات التقنية الحديثة التي شهدها العالم وحيازة كل شخص وسيلته الإعلامية التي تخصه في نشر ما يميل له ويؤمن به ويعتقده، يمكننا تلمس أن مواطني الإمارات عبروا من خلال وسائلهم الاجتماعية التي اختاروها عن حزنهم الشديد على رحيل رئيسهم فقيد الوطن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» وفي اليوم التالي نشروا رسائل بيعتهم لقائدهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مرددين مقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (عرفناه قائداً وبايعناه رئيساً).

وهذه المقولة جاءت نتيجة ما مهده الشيخ خليفة الذي عَلّمنا درساً في الإدارة يجب أن يقف عنده كل مسؤول ومدير وهو الاعتماد وتفويض من يستطيع حمل المسؤولية والأمانة في بعض الظروف التي تتطلب إسناد الأمر إلى مَن له الكفاءة في إدارة الأمور، تماماً كما فعل خليفة التمكين عندما أسند الكثير من الملفات الداخلية والخارجية إلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الذي أدارها بحنكة ونظرة ثاقبة للأحداث المتسارعة في العالم ورؤية مستقبلية لما فيه بناء المواطن الإماراتي واهتمام كبير بما فيه خير الإنسان أينما كان دون تمييز بين عرق ومعتقد ولون.