الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

مستخدمو تاكسي الشارقة: رفع التعرفة درهمين غير مبرر

سلامة الكتبي ـ الشارقة

تضطر نورا صلاح، مقيمة في منطقة التعاون، إلى استخدام سيارات الأجرة في الشارقة بشكل شبه يومي، لتوصيل طفلتها إلى مدرستها القريبة من المنزل، لا سيما أن أجرة التاكسي أقل من رسوم الحافلة المدرسية.

وتفاجأت نورا أمس الأول، حين استقلت مركبة أجرة إلى بيت شقيقتها الذي يبعد مسافة قليلة عن البناء الذي تقطنه، بأن السائق طلب منها دفع 13 درهماً و50 فلساً، نظراً إلى تطبيق نظام جديد.


وأكدت أن هذه الزيادة غير مبررة، لا سيما أن عداد قسم كبير من رحلات مستخدمي مركبات الأجرة لا يزيد على تسعة دراهم، وأن أصحاب الرحلات القصيرة سيكونون الأكثر تضرراً من هذا القرار مع مراعاة نسبة مبلغ الزيادة إلى إجمالي الأجرة.


ومثل نورا كثر ممن يبدون استياءهم من قرار زيادة تعرفة رحلاتها درهمين الذي بدأ تطبيقه أمس الأول، ليرتفع الحد الأدنى لأجور الرحلة إلى 13.5 درهم، واصفين هذه الزيادة بـ «القرار غير الصائب» الذي يرهقهم مالياً، لا سيما أن كثيراً من الرحلات لا يتجاوز مؤشر عدادها تسعة دراهم.

وفيما ربطت هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة هذه الزيادة بهدف الارتقاء بمهارات السائقين، وتقديم مستوى أعلى من الخدمة للجمهور، أكد سائقون خلال جولة ميدانية لـ «الرؤية» انزعاج مستخدمين من هذه الخطوة.

قرار غير صائب

ورأى «حسن عبدالحفيظ، أحد سكان الإمارة» أنه كان الأجدى بهيئة الطرق والمواصلات إجراء دراسة ميدانية تحدد مدى واقعية هذه الزيادة لمستخدمي مركبات الأجرة.

وأضاف أن معظم من يستقلون هذه المركبات من ذوي الدخل المحدود، مثل ربات البيوت، وطلبة الجامعات، والعمالة المنزلية المساعدة في المنازل، وفئة العمال، وعدد قليل من الموظفين، إضافة إلى السائحين القادمين للإمارة الذين يفترض أن تقدم لهم تسهيلات لدعم قطاع السياحة.

مضاعفة القيمة الفعلية للرحلات

كما ذكر عادل الشربيني، طالب في الجامعة، أن الرحلة من منزله إلى المدينة الجامعية في الشارقة لا تزيد قيمتها على سبعة دراهم، لكونه يسكن في منطقة القرائن القريبة، إلا أنه كان يضطر إلى دفع 11.5 درهم التي تمثل الحد الأدنى، وسيضطر حالياً إلى تسديد 13.5 درهم، ما يعادل نحو 200 في المئة من القيمة الفعلية للرحلة.

وأشار إلى أن هذه الزيادة في قيمة عداد مركبات الأجرة بالشارقة جعلتها الأعلى على مستوى الإمارات، وأن أول يومين لتطبيق الزيادة لم يحفلا بأي خدمات جديدة.

الرسوم الأعلى

في السياق ذاته، قال سامر كوراني، من سكان منطقة الخان، إن الحد الأدنى لتعرفة رحلات التكاسي في عجمان يبلغ 12.5 درهم، وفي كل من دبي وأبوظبي 12 درهماً، ما يجعل من الحد الجديد في الشارقة 13.5 درهم الأعلى على مستوى الدولة، الأمر الذي لا يتناسب طرداً مع الخدمات المقدمة للعملاء.أكدت هيئة الطرق والمواصلات، أن قرار بزيادة درهمين على تعرفة عداد مركبات الأجرة التابعة لشركات الامتياز التي تعمل تحت مظلتها جاء حرصاً على الارتقاء بالخدمات المقدمة لمستخدمي مركبات الأجرة، وتقديم أفضل الخدمات في قطاع النقل والمواصلات، وتعزيزاً لاستخدام وسائل النقل الجماعي.

وأردفت أنه سيكون لهذه الزيادة «الطفيفة» أثر إيجابي في الارتقاء بمهارات السائقين، وتقديم مستوى أعلى من الخدمة للجمهور، لا سيما بعد الإقبال الشديد الذي تشهده وسائل النقل الجماعي التي توفرها الهيئة، ما سيحقق أعلى مستويات الرضا من السائقين ومستخدمي المركبات.

وكشفت الهيئة عن أن قرار رفع التعرفة في مرحلته الأولى شمل عدداً من الحافلات العامة، حسب المناطق التي تغطيها.

وكانت آخر زيادة طبقتها الهيئة في تعرفة عداد مركبات الأجرة بقيمة 1.5 درهم في أكتوبر 2015، بحيث تضاف الزيادة إلى قيمة العداد، وأكدت آنذاك أن الزيادة تأتي بسبب تحرير أسعار المحروقات وارتفاع تكلفتها، وأن شركات مركبات الأجرة تكبدت خسائر كبيرة جراء تحرير أسعار المحروقات.

واعتبر عبدالله الزرعوني، أحد سكان منطقة النباعة، أن رفع تعرفة العداد للمرة الثانية خلال ثلاثة أعوام لا يتناسب مع مستوى الخدمات في هذه المركبات التي لا ترقى حتى الآن للمستوى المأمول.

وأوضح أن مستوى النظافة في تكاسي الشارقة وتعامل سائقيها لا يتعديان مستوى «جيد» في أحسن الأحوال.

وروى أنه طلب مرة من سائق سيارة أجرة زيادة تهوية جهاز التكييف، لأنه كان على درجة تشغيل منخفضة ودرجة حرارة الجو مرتفعة، فرد بالرفض وبطريقة غير لائقة أبداً.

كما شكت عالية فهمي، عدم إجادة بعض سائقي تلك المركبات الحد المقبول من اللغة العربية، فضلاً عن اختلاف مستوى النظافة بين مركبة وأخرى، حيث يهمل سائقون التأكد من نظافة المركبة بعد توصيل الركاب إلى وجهاتهم، عدا عن تدخل بعضهم في شؤون الركاب ومحاولاتهم وفتح مواضيع للأحاديث معهم.«هيئة الطرق»: زيادة طفيفة وأثرها إيجابي