الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

معلمون يهربون من الأجهزة الذكية إلى التعليم التقليدي

ذكرت ولية أمر، أم أحمد الشحي أنها تواجه صعوبة في تدريس أبنائها من خلال الأجهزة الذكية، مشيرة إلى أن التعليم الذكي يحتاج إلى ممارسة تدريجية لبناء ثقة بين الطالب والجهاز اللوحي لغاية الدراسة وليس اللعب والترفيه.

وتقتنع الشحي بأن المستقبل يتطلب التحول الكامل نحو الأساليب التقنية الحديثة في جميع أمور الحياة، الأمر الذي يضعنا أمام الأمر الواقع بأن التعليم الذكي هو الأساس للوصول إلى طموحات المستقبل التي تتبناها دولة الإمارات في بناء منظومة متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ودخول الثورة الصناعية الرابعة بسواعد وطنية ذات كفاءة عالية.

من جانبه، أكد ولي أمر، محمد عبدالله، أن استخدام الطلاب للألواح الذكية لغاية الترفيه بصغرهم يعطيهم سبباً في صعوبة تقبلها للاستخدامات التعليمية، موضحاً أن عدم قناعتهم بها في التعليم يكون مبدئياً، لكن سرعان ما تتحول إلى واقع جديد في التعليم الحديث.تربويون: الدور الأكبر على عاتق إدارات المدارسأولياء أمور: الأجهزة عند أطفالنا للعب لا التعلممحمد الدويري ـ رأس الخيمة


يتمسك معلمون في رأس الخيمة بأساليب التعليم التقليدية على الرغم من توافر الأجهزة والأنظمة الذكية، إما لعدم معرفتهم بالتعامل معها أو لعدم انسجام الطلاب مع آلية التدريس الخاصة بالتعليم الإلكتروني.


وأكد أولياء أمور طلبة أن بعض المعلمين يعتبرون التمسك بالأساليب التعليمية التقليدية أكثر انضباطاً وقبولاً لدى الطلاب، مشيرين في الوقت ذاته إلى أهمية تدخل الجهات المعنية لتدريب المعلمين على التقنية في هذا المجال وبدء تطبيق التعليم الإلكتروني لمواجهة تحديات العصر.

من جهتها، ذكرت مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية سمية حارب أن الاعتماد على الأساليب الذكية في التعليم ضرورة حتمية لا بد من تطبيقها في جميع المدارس، وخاصة التي أصبحت مهيأة لإدخال التعليم الذكي، مشيرة إلى أن الانتقال من الأساليب التقليدية في التعليم إلى الحديثة، يحتاج إلى تدريب وممارسة تدريجية، لكي تصبح النهج الشامل والمعتمد في جميع مدارس الدولة مستقبلاً.

وقالت إن أي خطوات أو طموحات لا بد من أن تواجه تحديات، موضحة أن الطلاب الذين لا ينسجمون مع أساليب التعليم الحديث في البداية سيعتمدون عليها في النهاية عندما يحققون إنجازات أكثر تميزاً، وتتعزز لديهم المعرفة، كما أن المعلمين سيتحولون إلى التعليم الذكي عندما تظهر إيجابياته على الطلبة.قناعة تدريجية

قال مدير مدرسة الجودة للتعليم الثانوي للبنين رحمه الشامسي إن أساليب التعليم الذكي أصبحت متوفرة في أغلب مدارس الدولة، لكن استخدامها يعود للمعلم داخل الفصل الدراسي، ومقدار تقبلها من الطلبة، مؤكداً أن المسألة تحتاج إلى وقت وممارسة، الأمر الذي يحقق لجميع الأطراف قناعة تدريجية بجديتها ونجاعتها، ما يسهم في تقليص الحاجة للأساليب التقليدية والاستغناء عنها في النهاية.

وشدد على ضرورة معالجة إهمال الطلبة للألواح الذكية التي في عهدتهم، وعدم تقبلهم لطبيعة التدريس الحديث، بوضعهم تحت واقع استخدامها لإتمام العملية التدريسية، واشتراطها لخوض الاختبارات وتجاوز المراحل الصفية، موضحاً أن عملية التحول بالشكل السليم تتطلب آلية تضبط الاستخدام من قبل جميع الأطراف.تثقيف الطلبة

رأت الأكاديمية في أصول التربية بجامعة الإمارات الدكتورة شيخة الطنيجي أن قبول الطلبة للنهج الحديث في التعليم، ووضع ضوابط تحدد المسؤوليات والأدوار المنوطة بجميع الأطراف يمكن أن تحقق للتعليم أهدافه المستقبلية.

وأكدت أن الدور الأكبر يقع على عاتق إدارات المدارس والهيئات التدريسية في تثقيف الطلبة بضرورة هذا التحول، من خلال ورشات تدريبية متكررة، وممارسة مستمرة، لمنحهم المعرفة الكافية بأساليب التعليم الحديثة، وأهميتها في مواكبة التطور العالمي.رأى الخبير التربوي إبراهيم الجاوي أن أبرز التحديات التي تواجه التعليم الذكي تتمثل في آلية ضبط الطلبة لاستخدام تقنياته بالشكل السليم، ورفع درجة القناعة لديهم بضرورة الاعتماد عليه ضمن واقع تعليمي جديد.

واعتبر أن التحول الشامل في المدارس التي اكتملت بنيتها التحتية لذلك يكون تدريجياً خلال فترات زمنية تتباين بين مدرسة وأخرى، على أساس حجم اهتمام الهيئات الإدارية بتطبيقها، موضحاً أن تقبل الأمر الواقع سيكون نقطة البداية للنجاح في اعتماد الأساليب الذكية في التعليم، إضافة إلى روح المسؤولية لدى جميع الأطراف في أهمية مواكبة النهج التعليمي الحديث.واقع جديدللعلم لا الترفيه