الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

زائرون ومقيمون: 6 شواهد تروي قصة التسامح في الإمارات

مؤتمرات ثقافية وأدبية

ذكرت الزائرة البحرينية للإمارات، دكتورة صفاء إبراهيم العلوي، أن استضافة الإمارات للمؤتمرات الثقافية والأدبية بما فيها ندوة لاتحاد الكتاب العرب بعنوان «التسامح ثقافة وبناء الهوية بين الأنا والآخر»، يعد أحد وجوه التسامح الفكري والثقافي.

ولفتت إلى أن تلك التجمعات الأدبية المرموقة تستعرض وتستضيف مختلف المرجعيات الثقافية والفكرية وتأتي باعتبارها دليلاً على التعايش وقبول الآخر واحترام أفكار وتوجهات الآخرين، مشيرة إلى أن الإمارات حريصة على التواصل ونشر ثقافة الحوار وإطلاق المبادرات الثقافية والأدبية على المستويين العربي والعالمي بما يعزز من التسامح وتحقيق الاستقرار والأمن والسلام.منورة عجيز ـ أبوظبي


أجمع مقيمون وزائرون على أن الإمارات أنموذج للتسامح على المستوى العالمي، كما تأتي زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف للإمارات، لتؤكد دور الإمارات في زرع المحبة بين الأديان والتأكيد على مبدأ الأخوة والإنسانية.


وتحدث مقيمون وزوار عن ستة شواهد تعكس وجه الإمارات المتسامح، الذي يحظى بتعايش فريد من نوعه بين مزيج من الجنسيات يفوق عدده الـ 200 جنسية.

وترسخ الشواهد الستة مبدأ التسامح الديني، الثقافي، الفردي، المجتمعي، الخدمي، الشخصي والتبادل المعرفي والفكري، وذلك عبر الاطلاع على هويات الآخرين وتبادل الخبرات.

ومن بين تلك الشواهد، تعزيز التسامح المعرفي والفكري والثقافي محلياً، بتنظيم واستضافة مؤتمرات وملتقيات ومنتديات محلية وعالمية، ضمن كافة القطاعات، حيث تشهد تلك الفعاليات مشاركة العلماء والخبراء والمثقفين والمتحدثين من مختلف المرجعيات العلمية والفكرية والمعتقدات الدينية والثقافية من حول العالم لتبادل خبراتهم وأفكارهم المتنوعة، مؤكدين أن فعالية «لقاء الأخوّة الإنسانية»، هو شكل من أشكال هذه الأنشطة، حيث سيلتقي البابا فرنسيس، بشيخ الأزهر وعدد كبير من القيادات الدينية.

وحول مبدأ التسامح الديني والمجتمعي معاً، أشاروا إلى تشييد الإمارات للمساجد والكنائس ودور عبادة لمختلف المرجعيات الدينية، بما يتيح لأفراد المجتمع ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية وخصوصية.

أما الشاهد الثالث، وفقاً لما ذكر المقيمون والزائرون، فهو ما وصفه البعض بالدليل على التعايش واحترام الخصوصيات، إذ تراعي القوانين والتشريعات في الإمارات أصحاب المعتقدات الدينية المختلفة ممن يوجدون على أرضها، وأكبر دليل على ذلك قانون مكافحة التمييز والكراهية.

ويتجسد الشاهد الرابع في التسامح المجتمعي، إذ توفر البلديات خدمات تتناسب مع أصحاب الديانات غير الإسلامية في حالات الوفاة وغيرها، وتراعي ظروف أصحاب الهمم وكبار العمر وتمنحهم الأولوية وكذلك للنساء وصغار العمر، وتقدم تسهيلات مجتمعية لتلك الفئات في مختلف الخدمات المقدمة لهم.

ولا تقتصر مواقف التسامح على الجانب الديني أو المجتمعي، بل تتضمن جانب التسامح الفردي، الذي يستهدف إطلاق مبادرات فردية للحث على التسامح بين أفراد المجتمع واستذكار مواقف للتسامح في عهد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وذكروا أن الشاهد السادس على أشكال التسامح في الإمارات، يتجسد فيما تحاول ترسيخه وسائل الإعلام الإماراتية من قيم التآلف والمحبة والابتعاد عن التطرف بكل أشكاله وفي جميع المجالات.مساواة بين الأديان

ولفتت الفلبينية المقيمة في الإمارات، ريتشيل كاردوسا، إلى أنها تعمل في الخدمة والمساعدة المنزلية منذ سنوات عدة، وخلال عملها لم تلحظ أي نوع من التفريق أو التمييز، مؤكدة أن القوانين والتشريعات الإماراتية الخاصة بالعمل والمجتمع تحفظ حقوق جميع العاملين وتحميهم.

وتابعت أن من مظاهر التسامح الديني والمجتمعي في الإمارات، التعامل بين أفراد المجتمع دون النظر إلى العرق أو الدين أو اللون أو التمييز بأي شكل من الأشكال، بل يخضع الجميع إلى قوانين منظمة تسري على كافة أفراد المجتمع.

خدمات مجتمعية

وذكر المقيم منذ 12 عاماً، محمد كامل، أن مواقف التسامح في الإمارات تتضمن جانباً اجتماعياً ودينياً مهماً، ومنها على سبيل المثال، توفير البلديات والجهات المعنية خدمات للمتوفين تتناسب مع مرجعياتهم الدينية.

وأضاف أن القوانين المطبقة في المحاكم تتناسب كذلك مع المعتقد الديني للمتقدمين، ويتمثل ذلك في حالات الزواج أو الطلاق أو في تطبيق الأحكام بناء على التشريعات الدينية المختلفة في بعض حالات المحاكمات.

أيقونة الإنسانية

واعتبر المقيم في الإمارات قتيبة حسين، المجتمع الإماراتي بمنزلة أيقونة للتسامح عالمياً، إذ يجمع بشكل استثنائي ومميز طيفاً جميلاً من الجنسيات والديانات والمعتقدات والثقافات التي تعيش على الرغم من اختلافها في انسجام لافت.

وقال «هناك وصفة إماراتية خاصة بالتسامح جعلت من هذا المجتمع مثالاً في كل أنحاء العالم، وها هي الآن محطة للأخوة الإنسانية، في وقت أشد ما يحتاج فيه البشر اليوم إلى الاتفاق والتناغم ونبذ العنف والتطرف».احترام الهويات

وأفاد الصحافي والكاتب البحريني الزائر للدولة، خالد الطيب، بأن الإمارات تتمتع بالعديد من الشواهد على التسامح، ففي كل خطوة يخطوها أي شخص على أرض الدولة، يدرك أن المجتمع يحث على احترام هويات الآخرين والتعرف إليها والتعايش مع أصحاب المذاهب الدينية المختلفة.

وقال «أثناء زيارتي إلى مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، انبهرت بالأعداد الضخمة للزوار الذين جاؤوا من كافة بقاع الأرض إلى المسجد، إما لمشاهدة الجمال المعماري الإسلامي أو للتعرف إلى المبادئ الدينية».

وأكد أنه لم يشهد مثل ذلك الموقف المهيب من قبل، بينما تعرض إلى موقف مشابه عند زيارته أيضاً لمهرجان الشيخ زايد التراثي في أبوظبي والقرية العالمية في دبي، والتي تشهد تنوعاً وتسامحاً ثقافياً فريداً من نوعه.رفض التفرقة والتمييز

أشار المقيم الهندي في الإمارات منذ عشر سنوات، زكريا محمد، إلى أن المجتمع الإماراتي يتعامل مع أفراده بصورة عادلة ومتساوية مبنية على مبدأ التسامح والعفو وتقبل الآخرين، ولذلك خصصت وزارة للتسامح للعمل على ترسيخ ذلك المبدأ على المستوى المحلي وتعزيز الجهود العالمية لتحقيقه.

ولفت إلى أنه تفاجأ عند قدومه إلى الإمارات بأن آلية التعامل مع الجميع واحدة ولا يوجد تمييز أو تفرقة بناء على انتماءات دينية أو سياسية أو فكرية، بل يتم التصدي لها بقوانين جازمة ترفض كافة أشكال العنصرية والتمييز، وتحث على التعاون ومساعدة الآخرين.التسامح الشخصي

من جهته، أكد المقيم منتصر جابر، أن المجتمع الإماراتي يربي أبناءه على مبدأ التسامح والتصالح مع الآخرين، لافتاً إلى أن المبادرات الفردية تمنح المقيم في الإمارات الإحساس بأنه في موطنه.

ولفت جابر إلى أن كل ما يحيط بالمقيمين في الإمارات يعكس روح التسامح فيها، من دور عبادة وأنشطة وفعاليات تخص الجاليات المقيمة، إلى جانب الاحتفاء بعادات وطقوس جميع المقيمين.