الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

مشاركون في القداس: صلينا للسلام .. شكراً الإمارات

أكد مشاركون في القداس التاريخي بمدينة زايد الرياضية أمس، أن الحدث سيبقى في ذاكرتهم إلى الأبد، بفضل قيادة الإمارات ومبادراتها التي ترسم خارطة التسامح والسلام في العالم.

وذكروا أنهم جاؤوا من مناطق بعيدة أو استقدموا أسرهم من خارج البلاد بهدف حضور القداس والصلاة، ليسود الخير وتعم المحبة في جميع أنحاء العالم.

رحلة من فرنسا


زياد سلوم الذي ينتمي للجنسية الفرنسية من أصل لبناني لم يتردد في استقدام والده ليأتي من فرنسا إلى الإمارات بهدف حضور القداس بعد ساعات من معرفته بالحدث.


وأضاف «كنت أنتوي زيارة والدي قريباً في فرنسا إلا أنني قررت أن استقدمه ليشهد هذا الحدث المهيب وتفاصيله المؤثرة المفعمة بالتسامح والإيجابية».

غرس التسامح

إبرهام شرجل اصطحب ابنه الذي لا يتجاوز ست سنوات إلى القداس، وقال «كنت مصراً على اصطحاب طفلي معي حتى يرى هذا المشهد ويبقى في ذاكرته إلى الأبد».

وأضاف «لا يوجد معنى أكثر رحابة من التسامح واتساع الأرض للجميع ومن أجل ذلك أحرص على غرس تلك القيم في نفوس أبنائي منذ الصغر».

أبهى صورة

وقال رودل فينسي وميشيل بيريان من الجنسية الفلبينية إنهما اعتادا دائماً التردد على الكنيسة في أبوظبي لممارسة الشعائر الدينية إلا أن وجود البابا فرنسيس يعتبر حدثاً تاريخياً ولا بد من توثيقه في الذاكرة وبالصور أيضاً.

وأضافا «لا يوجد شاهد على تسامح المجتمع الإماراتي وسماحة أبنائه أبهى من هذه الصورة التي نراها اليوم، حيث ينظم رجال الأمن الحدث بجودة ودقة عالية وانسيابية في الحركة، إضافة إلى التنظيم الداخلي من المتطوعين ليتيحوا الفرصة أمام المصلين للاستمتاع بتلك الأجواء المميزة».

انتصار للسلام

وذكر المقيم النيجري جود أجيوفور القادم من رأس الخيمة: «قدمت كي أشهد هذا الحدث التاريخي الأول من نوعه .. الإمارات وثقت اليوم إنجازاً جديداً وانتصاراً للسلام في سجلات التاريخ، وسيبقى راسخاً للأبد».

أما صديقه النيجيري ستانلي أبوليمي، الذي قدم برفقته، فقال: «قدمنا بالصباح الباكر، وتحملنا عناء ثلاث ساعات على الطريق كي لا تفوتنا الصلاة، والآن نحن سعداء بحضور القداس على الرغم من تلك المشقة».

أرض الأمان

وأكد القيم الفلبيني سامي كيلاتن المقيم أنه جاء من رأس الخيمة، وما يراه اليوم ليس جديداً على بلد اعتادت أن تدعم الخير أينما اتجه، مشيراً إلى أن للإمارات فضل كبير عليه وعلى أفراد أسرته، بكل ما تمنحه من حرية وعدالة ومحبة.

وكذلك ذكرت المقيمة الفلبينية بولين ريس، والتي جاءت من الشارقة أنها أمضت ١٤ عاماً في الإمارات، وتدعو إلى الله أن يديم الأمن والأمان على الإمارات وعلى وطنها الفلبين وعلى كافة بقاع الأرض.

وأضافت «هذا الحدث يروي تاريخاً بأكمله، وأتمنى أن أشهده مرة أخرى».

عرس الأخوة

من جهتها، أعربت المقيمة اللبنانية ليزيت طعمة، عن امتنانها للإمارات التي احتضنتها وعائلتها منذ 15 عاماً، متقدمة بالشكر لقيادة الإمارات، على دعوتهم للبابا فرنسيس وإتاحة هذه الفرصة لنا لنشهد هذا القداس العظيم».

وقالت اللبنانية هالة الأشقر خوري: «اليوم عرس السماء على الأرض .. عرس الأخوة، إنه ملتقى الأديان، فالإمارات التي نجحت بترسيخ حضورها على خارطة السياحة العالمية، اليوم تضيف إلى قائمة نجاحاتها رسم خارطة الإنسانية والقيم والأخلاق، شكراً الإمارات، دمتِ بسلام وأمان حكومة وشعباً».

أكبر الأماني

الطفلة الهندية سلمى سباستين (15 عاماً) قدمت بصحبة والديها من الشارقة للمشاركة بالقداس، وتقول: «أشكر الله على منحي هذه الفرصة العظيمة التي حظيت بها، فلطالما كانت من أكبر أمانيّ بأن التقي البابا فرنسيس، وها هي أمنيتي تتحقق في أبوظبي».

وحول دعائها الذي دعته بالقداس اليوم، قالت: «دعوت الله أن يحمي الإمارات ويرزق الفقراء والضعفاء ما لا يملكوه مثلنا، وأن يعم السلام والوحدة على العالم، وبالتأكيد دعوت لأبويّ وإخوتي».

أما الطفلة الفلبينية بولا ديزون، التي قدمت برفقة والديها وإخوتها من العين، فدعت الله أن تتاح هذه الفرصة العظيمة للصلاة والدعاء لمزيد من الناس.

دعوة إلى القداس

الفليبينية تيريزا سيرفيدات، تحدثت والدموع تملأ عيونها: «أعمل خادمة لدى أسرة فلسطينية مسلمة في أبوظبي، ولقد أخبرني صاحب المنزل بأن هناك قداس وعرض علي الحضور إن رغبت، والآن أنا لا أصدق أنني هنا».

وتابعت «شعرت بشعور لا يوصف عندما رأيت البابا فرنسيس، وكأن روح السلام يحملها بين كفيه، وممتنة جداً للإمارات التي ترسخ ثقافة تقبل الآخر وتعددية الأديان، ونحن محظوظون للغاية على هذه النعمة».

جهد لإنجاح الحدث

بدورها، أشارت الهندية فيلومينا ماركس، إحدى العاملات في كنيسة سان ماري بدبي إلى الجهد الذي بذل من قبل الكنائس لمنح التذاكر إلى الناس كي يساهموا في إنجاح هذا الحدث الأسبق بالإمارات.

وقالت «بدأنا بتوزيع التذاكر من يوم الاثنين الماضي، وكنا نعمل بشكل متواصل من التاسعة صباحاً حتى العاشرة ليلاً، وعلى الرغم من ذلك كانت السعادة تغمرنا، وكنا متحمسين لرؤية البابا فرنسيس».

مصلية على كرسي متحرك

لم تتخل المسنة الفلبينية تيريسيتا ترياس، عن فرصة حضور القداس على الرغم من سوء حالتها الصحية واضطرارها للحضور على كرسي متحرك بصحبة عائلة ابنتها، حيث قدمت لزيارة ابنتها منذ عيد الميلاد وحرصت ألا تغادر الإمارات دون حضور القداس لرؤية بابا الفاتيكان فرنسيس.

وأردفت: «أتمنى أن أرى البابا مرة أخرى وأحضر قداساً آخر، خاصة أني لمست الحب والسلام بهذه البلاد، واستشعرت لطف الناس وتعاملهم معي.»

أما المسن الهندي شاشي ماثيوس، الذي قدم لزيارة ابنته المقيمة في دبي، فحرص على حضور القداس برفقة زوجته، وقال: «أشعر بالسكينة بعد القداس، وسعيد جداً بحضوري اليوم».

فرحتان

وذكرت السيدة الهندية سيينا ميارز، أنه بهذا اليوم باتت فرحتها فرحتان، الأولى بحضورها القداس والثانية لكونه عيد ميلادها.

وأضافت «نحن من أكثر الشعوب حظاً على وجه هذه الأرض، فعلى مدى 25 عاماً وأنا مقيمة في الإمارات .. لم أشعر بأن هناك ما ينقصني وينقص أفراد أسرتي، فماذا نريد أكثر من هذا النعيم والحب والاهتمام الذي نحظى به».

تقديروحرصت الزائرة الفلبينية فينيسا هويرتو، على تمديد مدة تأشيرة الزيارة الخاصة بها، وقالت «شكراً لعام التسامح الذي جعلنا نستهل 2019 بهذا الحدث العظيم في العاصمة أبوظبي، شكراً لقيادة الإمارات على سيادة السلام بيننا».

وبدورها، قالت عبير عون اللبنانية المقيمة بأبوظبي منذ سنوات: «أشعر بالسلام والمحبة والتعايش بين الناس وسعيدة جداً بحضوري القداس، وأتمنى أن يعم ما لمسناه اليوم في الإمارات جميع بلدان العالم».

تجربة استثنائية

وتحدث آرون موسيس من الجنسية الهندية والذي قدم برفقة زوجته وبناته التوأم، أن حضور القداس كان تجربة استثنائية ومميزة، مشيرين إلى أن الحدث كان مهيباً ومؤثراً.

أما الهندي داريل بيتر وزوجته كاترين، القادمان من الشارقة ليلة القداس، فقد أمضيا ليلتهما نوماً في السيارة، وقال «إنها تجربة من النادر تكرارها بالحياة عامةً، فهي تستحق المجيء، خاصة بعد شعورنا بالامتنان والهدوء خلال القداس».

أما الهندي أيريك ديسويزا، فقد اعتبرها تجربة مميزة اليوم، خاصة أنه حدث فريد من نوعه في المنطقة.

درس في الإيجابية

توجه السفير الفلسطيني لدى الدولة عصام مصالحة، بالشكر إلى دولة الإمارات قيادة وشعباً على إتاحة هذا العرس الذي أدخل الفرح على نفوس كل الحضور والذي يعطي درساً واقعياً لقم الإيجابية والتسامح وقبول الآخر واحترام معتقداته.

وأردف «هذه أخلاق المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي نعرفها نحن العرب عنه وهذا ما ورثه أبناؤه من حب واحترام وقبول الآخر».