الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

شاهد من العصر الحديدي على عبقرية الإنسان الإماراتيهيلي الأثري ..

تستحضر مواقع هيلي الأثرية، التي تعود إلى العصر الحديدي في مدينة العين، العبقرية الهندسية للإماراتيين القدماء، خصوصاً في مجال الزراعة.

وفي هذا الإطار، نظمت إدارة البيئة التاريخية في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي يوماً مفتوحاً، أمس، في مواقع هيلي الأثرية في منطقة العين، والتي تعود إلى العصر الحديدي.

وتضمن اليوم المفتوح جولات على مستوطنَتي «هيلي 8» و«هيلي 14» المستوطنة الزراعية الأكبر في أبوظبي، والتي تشهد الآن بدء الموسم الأول من العمليات الميدانية للتنقيب.


وتوقف المشاركون عند محطات عدة تعرفوا فيها إلى موقع كل مستوطنة وأهميتها التاريخية، والعصر الذي بُنيت فيه كل مستوطنة ومرافقها مثل الخندق والبئر، والتي تشهد على العبقرية الهندسية للإماراتيين القدماء، إلى جانب تعرف المشاركين إلى البعثات التي نقبت في الموقع.


تقنيات حديثة

وأوضح مدير وحدة الآثار في مدينة العين علي المقبالي، أن أعمال التنقيب الميدانية بدأت موسمها الأول في موقع هيلي 14، وتوزعت جولات الزوار الميدانية على موقعي هيلي 8 و14، مشيراً إلى أن «هيلي 8» من أقدم القرى الزراعية في الدولة، حيث يعود تاريخه إلى خمسة آلاف عام.

وأكد أن عمليات التنقيب استعانت بتقنيات حديثة في هيلي 8، من بينها تقنية التعويم والتي تعتمد على فرز المواد العضوية التي يمكن أن تساعد في عمليات التأريخ أو تحليل البقايا، سواء العضوية أو الزراعية التي استخدمت في تلك الفترة.

35 عاماً من البحث

وأوضح أن العمل في موقع هيلي 14 بدأ في عام 1983، لكنه لم يكن عملاً ميدانياً، بل اعتمد فقط على الرفع المساحي الخاص بالموقع، مشيراً إلى أن هذه الأعمال اكتشفت أن الموقع يحيط به سور دفاعي بامتدادات تبلغ 58 متراً x 58 متراً.

وذكر المقبالي أن تقنية البناء في تلك الفترة من العصر الحديدي اعتمدت على الطوب اللبن، إضافة إلى الملاط الطيني الذي جرى استخدامه لتغطية المداميك في تلك الفترة.

وأشار إلى أن عمليات الحفر في موقع هيلي 14 تكللت بالعثور على غرفة ذات زوايا قائمة تتوسط الموقع، لافتاً إلى أن الموقع يضم عدداً من الغرف التي بُنيت بالطريقة ذاتها.

وأوضح أن الأبحاث التي أجريت على السور الدفاعي أظهرت أنه يتمتع بسماكة وعرض كبيرين، لكن ظلت معرفة كيفية الدخول إلى الموقع الذي يعود تاريخه إلى العصر الحديدي وكان ملتقى للقوافل التجارية هي المعضلة، مشيراً إلى أن عمليات التنقيب تكللت بالعثور على غرفة مربعة الشكل تقع على ارتفاع لا بأس به، مرجحاً أن تكون المدخل لهذا الموقع الثري.

مستوطنات زراعية

أفادت مريم سلطان الظاهري مبرمجة المشاركات المجتمعية في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بأن اليوم المفتوح يستهدف تسليط الضوء على أحد أقدم مواقع الاستيطان الزراعي في الدولة.

وأشارت إلى أن البحوث الأثرية تدل على أن المستوطنات السكنية كانت معروفة في الواحات منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وأقدمها مستوطنة هيلي 8، والتي نقبتها بعثة الآثار الفرنسية في الأعوام 1977 ـ 1984.

وأوضحت أن هذه المستوطنة تتكون من مبانٍ سكنية عدة، أهمها وأقدمها البناية شبه الدائرية التي تتوسطها بئر للماء، تجاور هذه البناية مبان أخرى ويحيط بها خندق دفاعي كان يحيط الموقع بأكمله.

ولفتت إلى أن الأدلة الأثرية تشير إلى أن الإنسان الذي عاش في هذه المستوطنات قبل ما يقرب من خمسة آلاف عام، عرف زراعة الحنطة والشعير والدخن، والأهم من ذلك زراعة النخيل، والتي كانت معروفة منذ ذلك التاريخ.

وأكدت أن منطقة هيلي تبدو أشبه بواحة صغيرة رعت فيها حيوانات مستأنسة كالأغنام والماعز والأبقار، فيما استخدم الحمار في النقل، وربما تمكن السكان عندها من تربية الجمل، وعاشت في المنطقة حيوانات برية عدة، كانت تشكل جزءاً من غذاء الإنسان آنذاك.