السبت - 27 يوليو 2024
السبت - 27 يوليو 2024

15 فناناً أصم يطالبون بالدمج على المسارح والشاشات

طالب أعضاء فرقة «شارقة مايم»، التي تتكون من 15 ممثلاً من فئة الصم، شركات الإنتاج بدمجهم في الأعمال الدرامية والمسرحية، وعدم الاتكاء على ممثلين أسوياء يؤدون أدوار أصحاب الهمم، مشيرين إلى أنهم الأقدر على تجسيد حالتهم سواء عبر الشاشتين الفضية والكبيرة أو خشبة المسرح، منوهين بأن دمجهم سيرسخ رسالة أساسية قوامها «الفن للجميع».

وأكدوا أن أصحاب الهمم تمكنوا من تطوير أدواتهم ومواهبهم، عبر هوية فنية مستقلة وباتوا شركاء في بناء المجتمع في مختلف المجالات، مشيرين إلى أن الوقت قد حان لكي ينفتح المنتجون على خيارات جديدة تحقق للفن رسالته الأصيلة، عبر الاعتماد على المواهب الشابة الجديدة من أصحاب الهمم.

وقالوا لـ «الرؤية» على هامش العرض المسرحي الذي قدمته فرقتهم، إن مركز الفن للجميع خرّج دفعات ممتازة من الممثلين المسرحيين الذين يمتلكون أدوات جيدة لتقديم أعمال درامية تستطيع أن تترك أثراً لدى المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج.


من جانبها، أيدت جمعية المسرحيين هذا الطلب، مشيرة إلى أن هناك عدداً كبيراً من أصحاب الهمم يمتلكون مفردات العمل الدرامي ويمتلكون مهارة تقديم أعمال تترك بصمة لدى المشاهد، داعية شركات الإنتاج إلى إعطائهم الفرصة لكي يقدموا مواهبهم للجمهور.


وطرحت فرقة «شارقة مايم» عبر 15 ممثلاً، خلال عرضها الذي احتضنته مؤسسة الشارقة للفنون بمناسبة الاحتفال اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، دراما استنطقت حواس الجمهور وأجبرتهم على التفاعل معها بعد أن قدموا عدداً من القضايا ذات الصلة بالمعاقين في المجتمع.

وفند المشرف العام على مركز الفن للجميع محمد بكر طاهر ما يروج له بعض المنتجين بأن مستوى المعاقين دون المطلوب، ما لا يسمح باختيارهم على شاشة السينما أو الدراما أو خشبة المسرح.

وأشار إلى أن ما يلفت الكثير من الانتباه في الدراما المحلية والسينما اتكاؤها على ممثلين يؤدون دور المعاق بدلاً من الاستعانة بمواهب تمثيلية حقيقية من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكد أن المركز خرّج دفعات جيدة من الممثلين المسرحيين الذين يمتلكون مهارات عالية في الأداء الدرامي على الخشبة أو الدراما، لافتاً إلى أن المركز رهن إشارة صناع الدراما من حيث توفير الورش والأدوات لتأهيل الممثل لأداء الدور المطلوب منه.

وأكد عضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين إبراهيم سالم أن الممثل العادي يكتسب مهارات أدائية عند تجسيد دور أمام المعاق بناء على تجربته التي خاضها عندما شارك مع عدد من أصحاب الهمم.

وأوضح أن أدوات المعاق في التمثيل تختلف عن الممثل العادي، ما أكسبه بوصفه ممثلاً العديد المهارات في التعامل مع الحالة التي أمامه.

ووصف مستوى الممثلين المقلدين لدور أصحاب الهمم بالضعيف، إذ يتكئون على النمطية في الأداء بشكل جامد بناء على مجموعة من القواعد التي اعتمدوها عند أداء الدور، بخلاف الممثل من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يؤدي دوره بشكل حقيقي نابع من التحدي الذي يعانيه.

وطالب شركات الإنتاج بدمج المعاقين في الدراما والمسرح، مؤكداً أن المعاقين يمتلكون طاقات كبيرة تحتاج فقط إلى من يوجهها.

ودعا الممثل الإماراتي الكفيف محمد الغفلي شركات الإنتاج إلى فتح المجال أمام المعاقين للعمل على خشبة المسرح والشاشة، وعدم الركون إلى مهارات الممثلين العاديين لأداء دور أصحاب الهمم في الوقت الذي تخرّج خلاله معاهد ومراكز التدريب العشرات من الممثلين من أصحاب الهمم كل عام.

وأشار إلى المنتجين يبررون عدم الاستعانة بأصحاب الهمم بضيق الوقت الذي يحتاج إليه المعاق حتى يتدرب ويتقن دوره أمام الكاميرا، معتبراً كل تلك الأعذار واهية.

وانتقد الغفلي فكرة إطلاق مهرجانات مسرحية لأصحاب الهمم فقط، والتي من شأنها تكريس عزلتهم، إذ تتنافى مع الفكر الداعي إلى دمجهم في المجتمع والفن.