الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

مفردات فنية «في الطريق» إلى «الفنون الإسلامية» بالشارقة

الوصول إلى أي من المعارض الـ 55، التي يزخر بها مهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة، والممتد حتى الـ 19 من الشهر المقبل، لا يخلو من المتعة الفنية، عبر بعض الأعمال المنتشرة في طريق الوصول إلى معرضك المراد، والتي تشكل في حد ذاتها معرضاً لا ينتظر وصول الجمهور، بل تلاحقهم مقتنياته في الطرقات، مبادراً بالذهاب إليهم بدلاً من انتظارهم.

ويغزل مبدعو مهرجان الفنون الإسلامية الشعر باللون والتشكيل، والخط بالرسم، والواقع بالخيال، والتجسيد بالروحانية، والتقليدي بالحديث، والتأمل بالتذوق في أعمال تشكل ارتقاء بالمشهد البصري وخصوصية الإبداع، وذلك عبر معرض وعملين تركيبيين دشنا أمس في كل من واجهة المجاز ومركز مرايا للفنون.

ويحمل المعرض اسم «كل في فلك يسبحون» للفنانة السعودية دانة عورتاني، أما العملان التركيبيان اللذان حولا واجهة المجاز متحفاً مفتوحاً فهما معراج لفاطمة لوتاه، التي جسدت فيه قبة الصخرة و«انظر للأعلى .. انتبه حولك» لتوي استديو من إنجلترا.


الحب شريعتي


ويضم «كل في فلك يسبحون» سلسلة من الأعمال الفنية التي تكشف عن تجربة فنية ثرية لعورتاني، وهو ما نلمسه في عملها المعنون «الحب شريعتي وإيماني»، إذ استلهمت دانة تطريزاتها الثمانية من ثماني قصائد لابن عربي.

ويرمي المعرض إلى سد الفجوة بين التقليدي والمعاصر، بطريقة تجمع كلا الممارستين معاً في قالب واحد متناغم.

وتتميز عورتاني بأنها فنانة انتقائية، تستطيع صناعة الدهشة، فما إن يبصر المتلقي أعمالها حتى يلحظ أنها تعد المواد والأصباغ بنفسها، لكن عملية الإحياء المستمر والأداء المعاصر غايتها وسبيلها في التجهيزات الفنية.

مجسمات أفلاطونية

وتقدم في عملها «أنصت إلى كلماتي» تركيبة تجمع ما بين الألواح الحريرية المطرزة يدوياً والأصوات المؤثرة لنساء يلقين الشعر على مر التاريخ.

وابتكرت عورتاني في «مجسمات أفلاطونية» سلسلة من المنحوتات والرسومات المبنية على المجسمات الأفلاطونية، والتي تعتبر من أكثر الأشكال التي خضعت للدراسة عبر التاريخ.

منبع إلهام

وتستكشف الفنانة في العمل الفني «الخلفاء» تاريخ الإمبراطوريات الإسلامية وتحديداً خلال فترة تطور الفنون والحرف، وتركز هذه القطعة تحديداً على فن التذهيب القرآني، الذي يلعب دوراً رئيساً في الممارسة الفنية لديها.

وأكدت الفنانة السعودية أن التراث الإسلامي عموماً يبقى أحد أهم منابع الإلهام البصري، ليس لدى الفنانين المنتمين إلى الثقافة الإسلامية فقط، بل لنظرائهم من الثقافات الأخرى أيضاً.

لغة بصرية

تجسد الفنانة فاطمة لوتاه عبر عملها «معراج» الذي افتتح في واجهة المجاز قبة الصخرة، إذ يطرح التكوين لغة حسية وبصرية في آن معاً، كما يحمل الكثير من الدلالات والإحالات انطلاقاً من فلسفة دينية وفكر جمالي إسلامي.

وذكرت لوتاه أن بنية العمل تعكس بصورة خاصة عمارة المسجد كموضوع فني تركيبي، سبيلاً إلى الدلالة الفنية والفكرية التي تكافئ المدلول الروحاني لكل ركن من أركان المسجد الأقصى.

اختبار الحواس

يحاول الفنان الإنجليزي توي استديو عبر تكوينه الفني «أنظر للأعلى .. انتبه حولك» الكشف عن مكنون الأفق وفق دلالات وإحالات متعددة، بهذا المعنى يمكن إحالة النظر إلى الأفق في صورته المنقسمة بين الأرض والسماء إلى ازدواجية الكون.

ويسعى العمل إلى اختبار ما يمكن رؤيته من خلال الحواس الخمس وما لا يمكن رؤيته ليترك للبصيرة.