الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

ثقافات الطعام العالمية في «زايد التراثي»

تتجاور في مهرجان الشيخ زايد التراثي المأكولات الشعبية التي تحتل مكانة بارزة في ذاكرة الشعوب لأنها تعتبر زادها وميراثاً تتناقله الأجيال المختلفة عبر السنين، مع الوجبات السريعة التي باتت لصيقة بذاكرة الأجيال الجديدة.

يحظى محبو المأكولات الشعبية الإماراتية بفرصة معرفة طرق طهيها بأسلوب تفاعلي، عبر أمهات يتفنن في الطهي وتعريف الجمهور بأسس الضيافة الإماراتية، وذلك في إطار التعريف بالموروث المحلي.

وقدم رواد أعمال إماراتيون مختصون في مجال الطهي مجموعة من الأطعمة المعاصرة بنكهة وبصمة إماراتية خالصة، ما جعل الرائحة المميزة للكثير من المأكولات الشعبية المحلية تفوح في منطقة الحي الإماراتي، على الرغم من انتشار العديد من الأطباق الغربية والعربية الأخرى، مشيرين إلى أن المهرجان أتاح لهم الفرصة للترويج للنكهات المحلية بين أبناء مختلف الثقافات.


وتتنوع خيارات المأكولات الإماراتية المقدمة في المهرجان، فيمكن للزوار تجربة الأطعمة الشعبية التقليدية أيضاً في الحي الإماراتي، بالإضافة إلى الاطلاع عن قرب على تفاصيل إعداد الجامي، الممروسة، القرص، الآجار، الخضيض، الذوابة واليقط.


وتفاعل الزوار مع عربات الأطعمة المتنقلة البالغ عددها ما يزيد على 10 عربات تقدم أطعمة متنوعة بنكهات وتوابل محلية تضفي نكهة شهية على المأكولات وتمنح الأطباق لوناً مميزاً، ويدخل في تشكيلها الكركم، الكمون، اللومي، الفلفل الأسود والأحمر والهيل.

وتقع عربات المأكولات المتحركة ضمن واحدة من ثلاث مناطق في مهرجان الشيخ زايد التراثي مخصصة للأطعمة الإماراتية الشعبية والمعاصرة، تسمى «إقرب».

ويخصص المهرجان منطقة «إقرب» للمأكولات السريعة وتضم أكثر من 30 مطعماً تقدم المأكولات المحلية والعالمية، بينما تضم ساحة المأكولات العالمية أكثر من 20 مطعماً عالمياً تفوح في أرجائها رائحة الأطباق التقليدية المشهورة عالمياً من مختلف الدول المشاركة في المهرجان.

ويوفر المهرجان جلسات ومقاعد في كل مناطقه، تحيط بها المناظر الطبيعية الجميلة من البيئة الإماراتية، وتتيح للأسر والأصدقاء الاجتماع في ظل أجواء احتفالية رائعة.

وأكد رواد الأعمال الإماراتيون المشاركون في منطقة «إقرب» أن المهرجان يشهد تنوعاً وتوسعاً سنوياً، ويدعم المشاريع الشابة التي تمتاز بقدرتها على الابتكار والتجديد، بما يسهم في الحفاظ على العادات والتقاليد الإماراتية.

وأشاروا إلى أن المشاريع المخصصة للأطعمة المحلية تقدم بالبهارات الشعبية وبصورة متطورة ومعاصرة، الأمر الذي يعزز من إمكانية وصولها إلى مختلف الشرائح العمرية والسكانية في الدولة.

مشروبات صحية

يشهد المهرجان مشاركة أول عربة إماراتية متحركة للمشروبات والعصائر الصحية على مستوى الدولة، والتي تعزز صحة الجسد ونضارة البشرة .

ويدير عربة «مودي سموثي» فريق من ثمانية رواد أعمال إماراتيين، من بينهم محمد أحمد وعلي محمد وصالح الشحي، حيث يقدمون قائمة من المشروبات الصحية والمثلجات الخالية من السكر، والمستخلصة من الأعشاب والنباتات الطبيعية.

وتتضمن القائمة عصير «الماتشا» المستخلص من نبتة الشاي ويشبه مذاق التفاح الأخضر، بينما تعد قهوة الريتشي من مشروم الريتشي «الفطر الأحمر» إضافة إلى مشروب الكولاجين لتقوية الشعر وتجديد خلايا الجسم.وصفات

يقدم الشيف الإماراتي وصاحب عربة المأكولات المتحركة «عبالي برغر»، محمد العلوي، وصفاته الشهية لزوار المهرجان والتي تتميز بكونها تعتمد على الذبائح المحلية لا المستوردة من الخارج، بالإضافة إلى طرح منتجات جديدة بصورة أسبوعية.

ولفت العلوي إلى ابتكاره عدداً من الأطعمة التي تجمع بين المذاقين الإماراتي والغربي منذ انطلاقه عام 2015، منها «جوسي لوسي»، وهو نوع من اللحوم المحلية المفرومة والمحشوة بالجبن تُشوى وتُقدم للزبائن مع صلصة وتوابل شعبية.

واعتبر العلوي المهرجان فرصة لكل رواد الأعمال الإماراتيين للوصول إلى أكبر شريحة من الإماراتيين والمقيمين والسياح لمنحهم تجربة الأطعمة الإماراتية التي تمزج بين الأصالة المحلية والمذاق العصري.

مأكولات بحرية

ومن بين الطهاة الإماراتيين المشاركين في المهرجان الشيف الإماراتي، وصاحب عربة المأكولات «حار وحلو»، زيد المسكري الذي بدأ عمله منذ عامين، ليتخصص في المأكولات الإماراتية المشوية.

ويقدم المسكري الأطعمة المعتمدة على البيئة البحرية في الدولة والتي كانت مصدراً لرزق الآباء منذ قرون عدة، ويدخل في مكوناتها الروبيان والحبار، بصورة رئيسة، ممزوجين بالبهارات الشعبية.

ونوه بأن المهرجان يسهم في جذب الزبائن من مختلف الجنسيات لتجربة الأطعمة والمأكولات المبتكرة المطهوة بالتوابل الإماراتية الشعبية التي تتميز أيضاً بأنها تعتمد على المصادر المحلية وتعكس البيئة البحرية والصحراوية، كما تحافظ على النكهة الإماراتية الأصيلة.