الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«اللعبة» ينتصر للتسامح ويفتتح «الإمارات لمسرح الطفل»

أزاح العرض المسرحي الإماراتي «اللعبة» الستار أمس الأول عن فعاليات الدورة الـ 14 من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل التي تستمر حتى 27 الجاري في الشارقة.

وكرّم الحدث الممثل المسرحي الإماراتي حميد سمبيج باعتباره شخصية العام.

وتوّج المهرجان فرقة مسرح رأس الخيمة بجائزة جمعية المسرحيين للفرقة المسرحية المتميزة، تقديراً لأدائها وحضورها ومساهماتها الفاعلة في الأنشطة المسرحية المحلية والخارجية.


وجاء العرض الافتتاحي للمهرجان، الذي نظم على مسرح قصر ثقافة الشارقة، من إنتاج مسرح بني ياس، تأليف وإخراج الفنان مرعي الحليان، وأداء كوكبة من نجوم المسرح الإماراتي منهم بدور الساعي، خميس اليماحي، بدر البلوشي، حميد عبدالله، محمد إسحاق، سمية الداهش، وحسين الجاسم.


قدّم الحليان عرضاً مبتكراً على مستوى النص، الأداء، والموسيقى، كسر به المألوف في مسرحيات الطفل، ليخاطب مشاعر الصغار بسينوغرافيا متوازنة ومشاهد أكدت مفاهيم وقيم التسامح والحب والتعاون.

دهاء يفرق الأصدقاء

تمحورت قصة العرض حول خمسة أصدقاء متعاونين ومكلفين بإنجاح مخبز لتحضير «الدونات»، ويؤدون أدوارهم على الخشبة بتوجيهات المخرج المباشرة أمام الجمهور، ولكنه يغير سياق القصة العام ويدخل شخصية «الثعلب» المكار الذي ينجح بدهائه في إقناع الزرافة والفأر والأرنب بالتخلي عن أصدقائهم والعمل لصالحه.

وتجد السلحفاة والأسد نفسيهما وحيدين عاجزين عن إكمال العرض المسرحي، ويتحدثان إلى المخرج طالبين منه تغيير الأحداث، لكنه يؤكد لهم أن طريق النجاح لا يخلو من العراقيل، وطالبهم بالبحث عن حلول وتحدي العقبات.

مزج العرائس بالكلاسيكي

قدّم مرعي الحليان أسلوباً غير تقليدي في المزج بين مسرح العرائس والمسرح الكلاسيكي، إذ جذبت «اللعبة» انتباه الأطفال نظراً لاقتصادها الفني فلا ثرثرة ولا أصوات مرتفعة ولا موسيقى صاخبة ولا حوارات جافة أو سخرية باردة.

ونجح المخرج في اختيار المشهدية البصرية من حيث التكوين والإضاءة وتوزيع الممثلين الذي انسجموا في هارموني فريد من نوعه مع النص المكتوب على الخشبة.الابتعاد عن التقليدية

أما عناصر العرض من ديكور وإضاءة وأزياء وأغانٍ فتميزت بالإبهار، نظراً للخبرة التي يتحلى بها الحليان، والتي صنعت فارقاً كبيراً، إذ اشتغل على أسلوب جديد ومبتكر في مسرح الطفل معتمداً على فرضيات مسرح الدمى والشاشة السينمائية، محاولاً الابتعاد عن التقليدي والمستهلك والتركيز على جماليات السينوغرافيا.

نفاد التذاكر

قال عضو اللجنة العليا لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل مرعي الحليان إن العرض خاطب مشاعر الأطفال، وأكد على مفاهيم وقيم التسامح والحب والتعاون، والتي تزامنت مع إعلان الدولة 2019 عاماً للتسامح.

وذكر الحليان أن عروض المهرجان وصلت إلى درجة عالية من الاحترافية والإتقان، مبيناً أن «نفاد التذاكر» ليس بالأمر الجديد على المهرجان وهو ما اعتادوا عليه كل عام، ولا سيما أن فعالياته تنطلق تزامناً وإجازة الربيع.

إثراء عقول الأطفال

في المقابل، أوضح رئيس جمعية المسرحيين رئيس المهرجان إسماعيل عبدالله أن المهرجان يحث الفرق ويشجعها على تقديم أفضل ما لديها، إذ يعد تظاهرة سنوية محلية تختص بمسرح الطفل ويركز على إثراء عقول الصغار وتنمية مداركهم.

وتابع: «نسعى في كل دورة إلى تطوير آليات تسيير المهرجان من خلال الوقوف على الإشكاليات ومعالجتها لجعل جمهور الأطفال يأنس بمشاهدة العروض».