الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الرعاية الصحية أثناء السفر جواً .. الفرص والمخاطر

الرعاية الصحية أثناء السفر جواً .. الفرص والمخاطر
من الممكن أن تكون الحالات الطبية الطارئة على متن إحدى الطائرات معقدة، وذلك بسبب ضيق المكان وانخفاض الضغط الجوي، خاصة في ظل عدم وجود طبيب في كثير من الأحيان وعدم القدرة على الوصول السريع للمستشفى.

ولكن لحسن الحظ فإن ذلك يحدث نادراً نسبياً حسبما أظهرت دراسة أمريكية، ووفقاً للدراسة فإن مثل هذه الحالات الطارئة تحدث حسابياً كل 600 رحلة، وأكثر الحوادث تكراراً هي حالات الإغماء التي تمثل 33 في المئة من حوادث الطائرات، وتليها اضطرابات في الأمعاء والمعدة وتمثل 15 في المئة ثم مشاكل الجهاز التنفسي التي تشكل 10 في المئة، وأخيراً مشاكل القلب والدورة الدموية التي تشكل7% في المئة.

وتوصل باحثون من مستشفى بيتسبروغ الجامعي لهذه النتيجة من خلال تحليل أكثر من 300 مقال متخصص، ونشر الباحثون نتائج الدراسة في العدد الأخير من مجلة «جاما» التي تصدر عن الجمعية الطبية الأمريكية.


وركز الباحثون خلال الدراسة على الحالات التي لجأ فيها طاقم الطائرة للاستعانة بمساعدة طبية من القواعد الأرضية، وذكر الباحثون خلال العديد من الدراسات التي شملها تحليلهم إلى أن 4.4 في المئة من الرحلات التي شملتها هذه الدراسة قد حولت مسارها.


وقال الباحثون إنه حتى عندما كانت هناك مؤسسة طبية قريبة من مسار الرحلة فإن الطائرة التي تطير على ارتفاع عادي تحتاج إلى 30 دقيقة على الأقل للهبوط، وحسب الباحثين فإن مشاكل القلب والجلطات هي أكثر أسباب تحويل الطائرات مسارها.

وأوضح الباحثون أنه من حيث المبدأ فإن بعض الناس يكونون أكثر عرضة لمشاكل طبية أثناء قيامهم برحلات جوية، وذلك لأسباب منها أن ضغط الهواء داخل الطائرة يعادل مستوى ضغط الهواء على ارتفاع 1500 إلى 2500 متر «ويرتفع حجم الغاز في غرفة مغلقة على ارتفاع 2500 بنسبة 30 في المئة» حسبما أوضح الأطباء.

وأشار الباحثون إلى أن ذلك من شأنه أن يسبب مشاكل على سبيل المثال للمرضى المصابين بالتهابات في الجيوب الأنفية أو في الأذن الوسطى، كما أن انخفاض الضغط الجزئي للأكسجين على متن الطائرة يمكن أن يخفض تشبع الدم بالأكسجين، ويرهق المصابين بمشاكل في التنفس.

وهناك مصدر آخر للإصابة باضطرابات صحية أثناء الطيران وهو سوء تدفق الدم في الأوردة بسبب طول الجلوس.

غير أن الأشخاص المعرضين لهذه المشكلة لا يصابون بأعراض الجلطة وانسداد الأوعية إلا بعد ساعات وربما أيام من الرحلة الجوية، حسبما أشار الباحثون.

وعند وقوع حالات طبية طارئة على متن إحدى الطائرات يتم التنسيق هاتفياً مع أطباء على الأرض، وذلك بعد التأكد من عدم وجود طبيب بين الركاب.

وخلافاً للمعمول به في الولايات المتحدة وكندا فإن القانون في ألمانيا على سبيل المثال يلزم الأطباء الموجودين بين الركاب بتقديم المساعدة الطبية في مثل هذه الحالات الطارئة.

وأشار معدو الدراسة إلى دراسة أخرى أظهرت أن طبيباً كان من بين المسافرين تدخل للمساعدة في نصف الحالات الطارئة التي وقعت أثناء الرحلات التي شملتها الدراسة، بل إنه كان هناك في بعض الأحيان أكثر من طبيب.

ومن المصادفات العجيبة على سبيل المثال أن امرأة بريطانية كانت في الـ 67 من عمرها عندما أصيبت بأزمة قلبية أثناء سفرها جواً إلى فلوريدا، حيث هرع لنجدتها 15 طبيب قلب مرة واحدة تصادف أنهم كانوا متوجهين لمؤتمر لأطباء القلب في مدينة أورلاندو.