الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

رحلة الهجن .. 500 كيلومتر على خطى الأجداد

رحلة الهجن .. 500 كيلومتر على خطى الأجداد
يطلق مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث اليوم، رحلة الهجن، التي تضم مشاركين، معظمهم، يتعرف على ثقافة البادية الإماراتية للمرة الأولى، لتقطع مسافة 500 كيلومتر، في غضون 14 يوماً بدءاً من منطقة غياثي، مروراً بليوا وسويحان، والعديد من أطراف البادية المحلية، وصولاً إلى قلب دبي.

وتبدأ الرحلة التي تجسد مفهوم التسامح، وتسعى إلى إحياء جوانب من موروث بيئة البادية الإماراتية خصوصاً، في ساعة مبكرة، من الصباح، وفق تقاليد الركب الصحراوي، على أن تكون محطتها الأخيرة في القرية التراثية بالقرية العالمية، بدبي، لتكون بمثابة محاكاة لخطى الأجداد، حيث وسائل الترحال عبر الجمال، كما كانت في الماضي. وينضم للرحلة عشرة مشتركين يمثلون ثقافات أوروبية وعربية مختلفة، إلى جانب ثقافة أهل الدار، الإمارات، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والأرجنتين والجزائر وغيرها.تعايش ومثابرة

وخصص مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، مجموعة من المحترفين في مجال ركوب الهجن، لتدريب المنتسبين للرحلة، كما وفر المركز النوق اللازمة للتنقل، وكافة سبل الإعاشة، لتكون التجربة بمثابة تحفيز قدرة الفرد على التحمل والمثابرة، وملامسة جوهر التعايش مع الجنسيات المختلفة، من مختلف الثقافات.


وأكدت هند بن دميثان القمزي، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أن رحلة الهجن تهدف إلى تهيئة أجواء مماثلة لتلك التي كانت في الماضي عند التنقل والترحال في حياة البداوة، واستدامة أحد أهم رموز البيئة الصحراوية.


استدعاء الموروث

وأشارت إلى أن التجربة من شأنها تحفيز الشباب على ممارسة هواية ركوب الجمال والعناية بها وعيش تجربة تزيد من قوة التحمل لدى الفرد والاعتماد على النفس والعمل بروح الفريق الواحد، إضافة إلى تعلم الطرق القديمة في معرفة الاتجاهات بعيداً عن وسائل التكنولوجيا الحديثة، حيث تستخدم الخرائط والوسائل القديمة التي اعتمدت في الرحلات قديماً، كما يبتعد المشاركون عن حياة المدينة وضغوط العمل.

وأشارت إلى أن المركز ينظم هذه الرحلة كل عام ليعيد إحياء العادات والتقاليد الإماراتية المرتبطة بالترحال على ظهر سفن الصحراء كما كانت عليه قديماً، ويتم تدريب الرحالة على السير ضمن القافلة للتنقل من مكان إلى آخر، وفقاً لخطة سير الرحلة التي يتم إعدادها مسبقاً بواسطة فريق العمل المختص وقائد القافلة.

ثقافة البادية

وشددت هند بن دميثان القمزي على ضرورة إلمام المشاركين بجوانب من ثقافة البادية، مثل ضرورة جود رابط بين الإنسان والناقة التي سيمتطيها، إذ يتعين على كل مشارك التعود على الناقة ومعرفة كيفية إطعامها وإنزالها، وطريقة التحكم بها لمتابعة السير في خط مستقيم بدون خوف أو رهبة.

وأكدت هند بن دميثان القمزي أن الرحلة باتت تتمتع بشعبية واسعة بين جميع الجنسيات المقيمة في الدولة، موضحة أن هذه التدريبات والفعاليات التي تشملها الرحلة تساعد على تهيئة الفرد، وتربطه بالطبيعة، إضافة إلى بناء روح العمل لدى الفريق الواحد المتمثلة في تقسيم المهام بين الرحالة عند التخييم، وأوقات الراحة، الأمر الذي ينمي أواصر الأخوة والتعاون بين الجميع.