الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

مستفيدون من كورونا على طريقة «مَصائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوائِدُ»

لم تخل جائحة كورونا من فوائد لأشخاص، أو كيانات أو كائنات، لم يندبوا حظهم أو يفكروا في الملاذ الآمن، بل استثمروا الوباء أو استفادوا منه سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.

تنفس الطبيعة

الطبيعة المستفيد الأكبر من الفيروس، حيث بدأ ثقب الأوزون يضيق بسبب تقلص أو توقف الانبعاثات والنشاط الاقتصادي، وازدهرت الغابات، عادت الطيور والحيوانات تمرح في شوارع المدن المهجورة في أنحاء العالم ومنها الماعز الكشميري في شوارع ويلز.

في هذا الصدد أيضاً تحسنت جودة الهواء في كاتماندو عاصمة نيبال، وانخفض التلوث بصورة جذرية بسبب ندرة السائحين في ظل العزلة الاجتماعية ومنع السفر، والتوقف شبه التام للمواصلات، وهي المدينة التي كانت تصنف ضمن أكثر المناطق تلوثاً في العالم.

وانخفض التلوث بصورة كبيرة أيضاً في ألمانيا بعد أن قلت انبعاثات الغازات الدفيئة، إذ أدت قلة سير السيارات وتحليق الطائرات وقلة العمل بالمصانع إلى انخفاض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، مما قد يؤدي إلى وصول ألمانيا لهدفها المناخي الذي حددته لعام 2020.

صفاء الجندول

حتى إيطاليا الأكثر تضرراً من الوباء لم تعدم بعض الفائدة بعد أن عاد الهدوء لمدينة البندقية في إيطاليا، وأصبحت المياه أكثر صفاء ووضوحاً مستفيدة من خلو شوارعها من السياح.

وأوضح المتحدث باسم المدينة لشبكة سي إن إن أن السبب في ذلك لا يعود لتحسن جودة المياه فحسب، بل أيضاً لقلة حركة القوارب التي تقلب الرواسب من القاع فتجعل المياه غير واضحة.

نقطة مضيئة

أصبح المراهق آفي شيفمان (17 سنة) النقطة المضيئة مقابل العقول المتحجرة المستهينة بكورونا بعد أن أسس طالب مدرسة ميرسر آيلاند الأمريكية موقعاً يقدم متابعة مستمرة لتطورات الأرقام والإحصاءات والمعلومات الخاصة بفيروس كورونا المستجد.

واستطاع المراهق الذكي أن يدرك مبكراً، وقبل أن يجتاح «كوفيد-19» بلاده أن هناك احتياجاً عالمياً لتوافر معلومات بشكل مستمر ومباشر وفي مكان واحد، دون ضجيج إعلانات، ودون حاجة الجمهور للبحث في مصادر عدة للوصول إليها.

عمد آفي إلى صناعة برمجية تتيح له تحديث المعلومات الإحصائية الخاصة بتطور الفيروس لحظة بلحظة، من خلال آلية برمجية تعرف باسم “حصاد الشبكةweb scraping.".

ويتابع موقعه الآن ما يزيد على 40 مليون متابع في أنحاء العالم، حيث يتيح نسخة من موقعه (nCov2019.live) على التليفون المحمول، فضلاً عن تغريدات على موقع تويتر.

ويعتزم آفي تطوير الموقع لاحقاً، ليستخدم نفس الآلية في متابعة الأوبئة المستقبلية عالمياً.

الصين.. الداء والدواء

الغريب أن الصين وهي منبع الوباء استفادت منه دعائياً في تدعيم مكانتها كقوة عظمى بعد أن استطاعت كبح جماحه، وبدأت في تقديم المساعدات والخبرات للدول المنكوبة، ومن أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية التي استهانت بالوباء وتلهث وراءه الآن، ودول أوروبا إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا التي طلبت الاستعانة بالصديق الصيني لمحاصرة كورونا.

ونجحت الصين في تسويق صورتها وكأنها مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ البشرية من «كوفيد-19»، أرسلت الملايين من الأقنعة الطبية، وفرقاً من الأطباء والممرضين، وحتى أجهزة التنفس، بل إن الملياردير الصيني جاك ما تبرع بمليون قناع طبي والآلاف من أجهزة ومعدات كشف الفيروس للولايات المتحدة التي تبدو عاجزة أمام الوباء.

نتفليكس وإغلاق السينما

ويدخل في قائمة المستفيدين من كورونا شبكة نتفليكس للمسلسلات والأفلام التي تزايد الطلب عليها بصورة هائلة بعد إغلاق دور السينما والحجز أو الحجر الاجباري للملايين في البيت، بحيث أصبحت الأفلام تعرض مباشرة على نتفلكس قبل دور السينما التي يتحسر أصحابها على النهاية الدرامية التي وصلوا إليها من جراء الفيروس.

رياضة تفاعلية

في ألمانيا، استفادت شركة بيلوتون التفاعلية للدراجات الرياضية من وجود الملايين في البيت، مقدمة دروساً للياقة أون لاين، معوضة إغلاق صالات الجمنازيوم، ما أدى لزيادة هائلة في قيمة أسهمها.

نادي المليارديرات

استفادت أيضاً من الجائحة شركات الشحن العالمية التي انهمكت في نقل الأقنعة والمستلزمات الطبية، ومن بينها شركة موديرنا الماليزية التي أصبح مالكها مليارديراً في غضون أسابيع قليلة، كما دخل نادي المليارديرات من باب كورونا الماليزي ليم وي تشاي الذي يملك شركة لتصنيع القفازات الطبية.

ورغم محنة الوباء في فرنسا وألمانيا، إلا أن شركات التجزئة وبيع الطعام استفادت من حمى شراء وتخزين المأكولات في تصريف بضائعها.