الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

«الصور النمطية» تُظهر الصفات الرائعة للرجال

«الصور النمطية» تُظهر الصفات الرائعة للرجال
توصلت دراسة جديدة تقيس التصورات العالمية المرتبطة بالجنس إلى أن الرجال أكثر احتمالاً بأن يُنظر إليهم على أنهم رائعون قياساً بالنساء.

ويخلص العمل إلى أن هذه الآراء النمطية هي مثال على التحيز الضمني، إذ تكشف عن الارتباطات التلقائية التي لا يستطيع البشر إخفاءها.

وأجرى البحث، المنشور في مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي، علماء من جامعة نيويورك وجامعة دنفر وجامعة هارفارد.


وقال الأستاذ المساعد في قسم علم النفس بجامعة دنفر والمؤلف الرئيسي، دانييل ستورج: «إن الصور النمطية التي تصور التألق كصفة ذكورية من المرجح أن تعوق النساء عن تولى مجموعة واسعة من الوظائف المرموقة».


وأضاف الأستاذ المساعد في قسم علم النفس بجامعة نيويورك والمؤلف الأول للدراسة، أندريه سيمبيان: «إن فهم انتشار وحجم هذه الصورة النمطية للتألق بين الجنسين يمكن أن يرشد الجهود المستقبلية لزيادة المساواة بين الجنسين في النتائج المهنية».

اقترحت الأبحاث السابقة أن المرأة ممثلة تمثيلاً ناقصاً في الوظائف، إذ يُنظر إلى النجاح على أنه يعتمد على مستويات عالية من القدرة الفكرية (مثل الذكاء والعبقرية)، بما في ذلك الوظائف المتاحة في قطاعات العلوم والتكنولوجيا.

لكن، لم تشر الدراسات السابقة إلى العوامل التي تفسر هذه الظاهرة.

ولفهم العوامل بصورة أكبر، استكشفت الدراسة الجديدة التأثير المحتمل للصور النمطية. فعلى سبيل المثال، ربما تكون صفات العبقرية والذكاء مرتبطة في أذهان الناس بالرجال أكثر من النساء. ونتيجة لذلك، فإن النساء أقل حظاً للعمل في المجالات التي تستلزم «العبقرية والتألق».

ولأن قياس القوالب النمطية بدقة يشكل تحدياً كبيراً، إذ إن أغلب الناس يرفضون الاعتراف بأن لديهم قوالب نمطية. لذلك كان من غير المرجح أن يوفر السؤال المباشر عن هذه المعتقدات مقياساً دقيقاً عما إذا كانوا يؤيدون فكرة أن الذكاء أكثر شيوعاً بين الرجال منه بين النساء.

وللتغلب على هذه العقبة المنهجية، اعتمد الباحثون اختباراً موجهاً لقياس الصور النمطية بشكل غير مباشر.

فالهدف في تلك الدراسة التي صممها بدقة علماء بارزون كان التقاط الصور النمطية الضمنية، أو الارتباطات التلقائية التي تتبادر إلى الذهن بين سمات معينة مثل التألق ومجموعات معينة مثل الرجال.

وهذا على النقيض من القوالب النمطية الصريحة، التي ننسب فيها سمات مباشرة إلى مجموعات محددة من الناس.

استخدم الفريق أداة راسخة ومعترفاً بها علمياً تسمى اختبار الارتباط الضمني والذي يقيس درجة التداخل بين المفاهيم - كالذكاء والرجال - دون أن يسأل الأشخاص بشكل مباشر عن ذلك الأمر.

وعبر سلسلة من 5 دراسات، شملت النساء والرجال الأمريكيين، والفتيات والفتيان الأمريكيين (الذين تراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات)، والنساء والرجال من 78 دولة أخرى، وجد الباحثون باستمرار أدلة على وجود صورة نمطية ضمنية تربط الذكاء مع الرجال أكثر من النساء.

كان حجم هذه الصورة النمطية مذهلاً أيضاً، فعلى سبيل المثال، كان مشابهاً في القوة للصورة النمطية الضمنية التي تربط صلاحية الرجال أكثر من النساء في مهن معينة.

كما قام الفريق بقياس الصور النمطية الواضحة، وسؤال الأشخاص مباشرة عما إذا كانوا يعتقدون أن الرجال أكثر ذكاءً من النساء.

وجاءت النتيجة في تناقض واضح مع تدابير الصور النمطية الضمنية. إذ أفاد الأشخاص بعدم موافقتهم على هذه الفكرة.