الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

أروى آل علي تواجه "الجائحة" بقلب شغوف وروح يسكنها الوطن

لم يمنعها الالتزام الوظيفي ولا الحرص على التواجد مع أفراد أسرتها لا سيما والديها الكبيرين سناً، من التطوع في منتصف ذروة جائحة كورونا، حيث تمت مخاطبتها بالفعل، من أجل الاستفادة من خلفيتها التطوعية الممتدة على مدى الـ14 عاماً الماضية في مختلف المحافل المحلية والدولية التي شهدتها الدولة.. حيث تواجه الجائحة بقلب شغوف بالتطوع، وروح يسكنها الوطن، إنها المستشارة والمدربة أروى آل علي التي التحقت كمتطوعة في مركز الاستجابة بأبوظبي مع فريق تطوع لأجل الإمارات منذ مارس الماضي.

ولم تتمكن آل علي من رؤية ذويها لمدة شهرين، حفاظاً على سلامتهم وانتقلت للإقامة ببيت العائلة الثاني بأبوظبي، واستمرت بمزاولة وظيفتها الرسمية مساعد تنفيذي في الهيئة العامة للطيران المدني، وتقديم دورات تدريبية عن بُعد بين حين وآخر، كل ذلك خلال الجائحة، فقدمت ما يقارب دورتين وتستعد لتقديم 4 ورشات قادمة بالتعاون مع جهات مختلفة عن الجائحة ومسيرة التطوع.

وقالت أروى آل علي لـ«الرؤية»: «لم ألمس تغييراً شاسعاً بين إعطاء الدورات التدريبية قبل أو أثناء الجائحة، خاصةً أنني اعتدت تقديم الكثير من الورشات ما قبل الجائحة فلم أشعر بأي تغيير، كوني درست الماجستير عن بُعد سابقاً».

وتابعت: «اتخذت قرار التطوع على الرغم من شعوري بحاجة والدَيَّ لي بالمرحلة الأولى من الجائحة، فلا أحد يرد نداء الوطن، لذلك نلت موافقتهما وبدأت العمل بمركز الاستجابة لقرابة شهرين وحالياً متطوعة في مركز بني ياس للمسح المتنقل في قسم تقنية المعلومات، وأقوم بعمل ميداني مع فريق التقنيين».

قصص الميدان

أكدت أن العمل التطوعي خلال الجائحة مختلف عن أي عمل تطوعي آخر شاركت به على مدار السنوات الماضية، فهي جائحة لم يشهدها تاريخ البشرية مسبقاً، لافتةً بأن القصص والحكايات التي عايشتها في مركز الاستجابة كثيرة ومؤثرة، إلا أن أكثر اللحظات الممتعة كانت عند شكر الناس لمركز الاستجابة.

وقالت: «وجودنا بالمركز كان بهدف الأخذ بيد الناس من منطلق إنساني والوقوف بجانبهم لحظات الحزن، وحاجتهم لشخص يخفف من الألم، فاضطررت لخوض تجارب المختص النفسي والاجتماعي بالتعامل مع المتصلين من مصابين ومخالطين أحياناً كثيرة. ومن القصص المؤثرة كان اتصال أحد المتعافين من الفيروس، لشكر مركز الاستجابة وأبدى رغبته بالتبرع بخلاياه الجذعية لمساعدة المصابين بالفيروس».

دروس مستفادة

وحول الدروس المستفادة من الجائحة والعمل التطوعي، قالت: «بلا شك الجائحة علمتنا ضرورة الثقة بالله والقدرات التي نمتلكها، وأن الحفاظ على صحتنا وصحة من نحب أهم الأولويات، كما أن تجربة الإمارات بمواجهة الجائحة من خلال الاستناد على فريق متطوعين جنباً إلى جنب خط الدفاع الأول، يعد تجربة استثنائية ورائدة وناجحة كونها وضعت الشعب في اختبار، إلا أنه أثبت قدرته».

لا تخصصية

وحول تنقلها بالعمل التطوعي في مختلف المجالات من القيادة وإدارة الفريق إلى التشريفات واستقبال الوفود، والآن بمجال تقني، أكدت بأن التطوع لا يعرف التخصصية ويحتاج لإنسان شامل وقلبه حي شغوف بالعطاء وطموح في تلبية التوجهات الوطنية.

وقالت: «دائماً ما أقول نحن عيال زايد والحكومة الرشيدة لم تبخل في منحنا حقوق التعليم والصحة والأمان، وهذا أقل من الواجب، والجائحة لن تتكرر فإن لم نقف ونتكاتف معاً، ما هو الوقت الذي سنقوم به برد الجميل وخدمة الوطن؟»

وتابعت: «كل حدث أتطوع فيه أكتسب مهارة جديدة، وأعيد أحياناً كثيرة ممارسة شيء قديم درسته، فعلى سبيل المثال عملي التطوعي بمركز المسح في بني ياس حالياً، يعتمد على العمل مع التقنيين والإشراف على الأجهزة الإلكترونية وعملها، وهذا ما درسته في شهادة البكالوريوس».

آل علي حاصلة على ماجستير إدارة أعمال من جامعة نورث هامبتون لندن بدرجة امتياز، وبكالوريوس نظم إدارة أعمال، وشهادتي دبلوم في التخطيط الاستراتيجي والقيادة، كما أنها خريجة برنامج قيادات شباب الإمارات التابع لمجلس الوزراء، وخريجة برنامج سفراء الهوية الوطنية الإماراتية التابع لديوان ولي عهد أبوظبي بالتعاون مع مؤسسة وطني الإمارات.