الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

الحاسة السادسة .. ليست حكراً على النساء

يراها البعض منحة ربانية وبصيرة تمكّن الشخص من رؤية حقيقة الأمور وقراءة المستقبل القريب وربما البعيد، فيما يراها آخرون فراسة وعين ثالثة وذكاء قلب يمكّن الشخص من رؤية الأمور بطريقة مختلفة عن الآخرين.

الحاسة السادسة إحساس فطري يناقض المنطق، موهبة خارقة، وقدرة على قراءة الخواطر ومعرفة المجهول والتنبؤ بالمستقبل أو زيارة من شخص ما، أو شعوره بمكروه أصاب عزيز لدية، وقد تصل حد التخاطر مع شخص بعيد.

تلك الظاهرة أو الهبة الإلهية، والتي عرفت بها المرأة بشكل أكبر .. ما تفسيرها؟ وحدودها؟ وهل تختص بها المرأة فعلياً؟ أم أنه لا اختلاف فيها بين الجنسين؟


* فطرة سليمة


تؤكد سامية محمود – فنانة تشكيلية - عدم وجود اختلاف بين المرأة والرجل في الإلهام والحدس الإلهي، مفسرة إياه بأنه رزق من الله، وتنوه بأن زوجها يتمتع بهذه الخاصية وكثيراً ما شعر بحدوث أمور معينة قبل وقوعها.

وتفسر ذلك بأنه شخص فطري للغاية ولا يخضع كل الأمور للتحليل والمنطق بل يعيش حياته كلها في بساطة متناهية.

وتلفت إلى أنها تتمتع بهذه الصفة وكثيراً ما تشعر بأبنائها في أمريكا، مشيرة إلى اعتقادها بوجود هذه الحاسة لدى الجميع ولكن بدرجات متفاوتة.

تراكم خبرات

فيما تقر مصممة الأزياء رشا مهدي بوجود الحاسة السادسة ولكن بشكل أقوى عند ذوي التجارب والخبرات الكثيرة والذين يتميزون بوعي ودقة الملاحظة، مؤكدة أنها في الواقع هبة إلهية من الله لبعض عباده، إلا أنها تتطلب بعض التدريب كي يستطيع الشخص ملاحظتها والاستفادة منها.

ويرى طارق عبد الحميد – معلم – أنها جزء من الإنسان ومن طبيعته البشرية نافياً أن تكون موهبة خاصة، لافتاً إلى أن الخبرة تصقلها.

ونوه بأن الإنسان الذي يتمتع بها غالباً هو الأكثر اقتراباً من عالم الروحانيات، يسمو بروحه من عالم الماديات والانشغالات اليومية في أمور الحياة، إلى عالم الخيال واللا واقع.

* استشراف بالمشاعر

وتعتقد سيدة الأعمال لبنى الحسيني أن المرأة قد تتمتع بنصيب أوفر من هذه الحاسة لأن لديها ذكاء في القلب كونها تعتمد على عاطفتها بشكل مركز، كما أنها وبسبب افتقادها للأمان كامرأة في غالب الأحيان، تلجأ إلى مشاعرها وهواجسها بشكل كبير، لاستشراف المستقبل.

وتؤكد الحسيني أنها تتمتع بقدرة على التنبؤ، كما أن كثيراً من أحلامها ورؤاها تتحقق في اليوم التالي، لافتة إلى أنها تدرك قيمة هذه الموهبة وتسعى للتدريب عليها من خلال محاضرات التنمية البشرية والتخاطر عن بعد.

قاسم مشترك

ويشير الاختصاصي الاجتماعي أحمد البرعي إلى أن كل فئات البشر تمتلك الحاسة السادسة سواء كانوا عباقرة أو بسطاء، كباراً أو صغاراً، رابطاً بين اقتراب الإنسان من فطرته وتلقائيته وبساطته وبين وضوح هذه الحاسة لديه.

وعزا ذلك بأنه قد يعتمد عليها في أمور حياتية كثيرة، كبعض قبائل أفريقيا التي يمكنها توقع التقلبات الجوية أو معرفة أماكن المياه في الأرض والكثير من مظاهر تقلبات الطبيعة الأخرى من خلال هذه الحاسة.

* منشطات استبصارية

من جانبه، يعتقد د. محمد الحلواني استشاري الأمراض النفسية والعصبية بأن أغلب البشر يمتلكون هذه الحاسة، ومن خلالها تتحقق توقعاتهم خلال حياتهم اليومية، مشيراً إلى أنها جميعاً جوانب من عملية تواصل حسي صافية، مبعثها الحاسة السادسة.

ويشير الحلواني إلى التفسيرات الرائجة للغصة «الشرقة» ورفيف الجفون اليسرى أو اليمنى ، مشيراً إلى أن ذلك من الموروثات الشعبية القديمة والتي قد تصدق في كثير من الأحوال.

وأضاف أن انفعالات الإنسان تعد من أكثر مثيرات أو منشطات هذه الحالة الاستبصارية.

* اتصال تخاطري

الدكتور أيمن سليم، استشاري علم النفس الإكلينيكي يرى أنها منحة ربّانيّة، لافتاً إلى أن دراسات أكدت أنها تنشط وتخبو في الشخص نفسه من وقت لآخر تبعاً لصفائه الذهني وهدوء أعصابه ومزاجه.

وعزا ذلك إلى أن جميع مظاهر الإدراك الحسي الخارق ترتبط بصفاء الذهن، وهدوء الأعصاب، واعتدال المزاج، وعناصر شخصية ونفسية أخرى متشابهة.

ولفت إلى أن بعض الموهوبين يستطيعون التأثير في أفكار الغير، فيوحون إليهم بفكرة ما أو سلوك معين عن طريق الاتصال الخاطري الحسي البحت، كما يستطيع بعضهم قراءة أفكار الغير والشعور بالأخطار التي تحدق بهم.

ويشترك أصحاب هذه الحاسة في صفات عدة بحسب سليم، منها: حسن التكيف الاجتماعي والاستقرار الوجداني، النفسية المنبسطة، الثقة بالنفس.