السبت - 27 يوليو 2024
السبت - 27 يوليو 2024

ريشة منى الخاجة تحاكي جماليات الزخرفة في التراث الإماراتي

تحاكي ريشة الفنانة التشكيلية الإماراتية منى الخاجة جماليات الموروث الإماراتي، عبر معرضها «توافق .. جماليات الزخرفة في التراث الإماراتي»، الذي تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف حتى 14 أغسطس المقبل، في متحف الشارقة للتراث.

وتجسد أعمال الخاجة تفاصيل وموروثات الدولة من خلال 14 لوحة فنية، استوحتها من واقع الأنماط المعيشية، التي سادت المجتمع الإماراتي على مر الأعوام، والذي تبرز فيه جماليات الوحدات الزخرفية الهندسية والنباتية في الأبواب والشبابيك.

زينة المرأة


تبرز لوحات الخاجة بعض المساحات البسيطة في الجدران والمشربيات، التي تظهر بوضوح في المباني التراثية القديمة، إضافة إلى حضورها المتكرر في زينة المرأة الإماراتية.


ويحمل كل عمل عنواناً يعكس إرثاً تاريخياً، حيث يضم المعرض أعمالاً مستوحاة من الزخارف الجصية للتراث العمراني الإماراتي، وأخرى مستلهمة من البيئة المحلية، فضلاً عن لوحات من حلي المرأة في التراث المحلي.

بريق اللؤلؤ

عاشت الخاجة بالقرب من البحر، وانعكست ذكريات طفولتها على الأعمال التي اكتست بمظاهر الطبيعة وقصص البحارة، خصوصاً اللوحات التي دمجت فيها بين هدوء الألوان وبريق اللؤلؤ.

وتعتمد الخاجة في مسارها الفني على الأسلوب الواقعي والكلاسيكي والتجريدي، وهو امتداد للدراسة الأكاديمية التي نهلت منها معارفها، ومع الأيام تطور رسمها وتحول من الواقعي إلى التجريبي والرمزي إلى أن بلغت هذه المرحلة.

حرية وخيال

قالت الفنانة التشكيلية الإماراتية إن اللوحة بالنسبة إليها عالم آخر تسبح فيه بأفكارها وتمارس حريتها من خلالها، وترى العالم كما تريد ترتيبه وفق خيالها.

وتابعت: «معرض توافق يسلط الضوء على التوافق الموجود بين حلي المرأة الإماراتية والتشكيل العمراني للمباني، ورصدت عبره بعض الزخارف الجصية في المباني المستلهمة من الأشكال النباتية والحيوانية، وهي نفسها الموجودة في حلي وزينة المرأة».

ألوان مشرقة

تأثرت الخاجة خلال دراستها بأعمال فنانين عالميين مثل ليوناردو دافنشي، وخلال دراستها في مصر كانت تستخدم الألوان الترابية وعند عودتها إلى الإمارات تغيرت الألوان إلى ساطعة ومشرقة نظراً لتأثرها بالبحر والصحراء.

كما أن معظم لوحاتها تحاكي البيئة والتراث والقيم والعادات الإماراتية، وهي مستلهمة من الطبيعة، خصوصاً البيوت القديمة بطرازها المعماري المميز، وصناعة السفن والشواطئ.مرسم خاص

ذكرت منى الخاجة أنها تمتلك مرسماً خاصاً في منزلها، وتحرص يومياً على مزاولة الرسم، إلا أنها لا تعرض اللوحات التي تنجزها، وتعتبر المرسم رئتها التي تتنفس بها، كما تساعد في التدريب وتقدم الاستشارات في مجال الفن والرسم، ولديها العديد من الأعمال المعروضة في المجمع الثقافي بأبوظبي.

مواهب جديدة

وحول آليات نقل تجارب الفنانين الأوائل إلى الأجيال الجديدة، قالت: «من الأفضل تخصيص مرسم أو استديو لكل فنان، ليأتي الطلاب ومحبو الفنون التشكيلية للنهل من أساليبهم، ما يسهم في دعم خبرات المواهب الجديدة».

إرث تاريخي

بدورها، أشارت أمينة متحف الشارقة للتراث نورة المغني إلى أن أعمال الخاجة تعكس إرثاً تاريخياً، إذ يضم المعرض أعمالاً مستوحاة من الزخارف الجصية وأخرى مستوحاة من البيئة المحلية، ولوحات مستلهمة من التراث الإسلامي.

وتابعت: «لعبت إسهامات الفنانة التشكيلية الإماراتية دوراً كبيراً في تأسيس وتشكيل مسيرة الفن في الدولة».