الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

حفرية لأول إنسان على هضبة التبت قبل 160 ألف عام

اكتشف فريق بحثي دولي مُكون من علماء من معهد ماكس بلاتك للأنثروبولوجيا التطورية وجامعة «لانتشو» الصينية، حفرية لأول إنسان عاش على هضبة التبت قبل نحو 160 ألف سنة.

وأضاف الباحثون في دراسة منشورة في دورية «نيتشر»، أن تلك الحفرية تخص نوعاً من البشر الأوائل، يطلق عليهم اسم «دينيسوفان».

وتوصلت الدراسة إلى أن صاحب الحفرية تمكن من التكيف مع البيئة منخفضة الأكسجين، قبل وقت طويل من وصول الإنسان المتطور إلى المنطقة.


وقال مدير قسم التطور في معهد ماكس بلانك للأنثروبوجيا التطورية جان جاك هوبلين، وهو المؤلف الأول للدراسة: «يعني الكشف الجديد وجود «طفرة طبيعية» في جينات إنسان دينيسوفان مكنته من العيش في بيئات منخفضة الأكسجين».


إلا أن هوبلين أوضح لـ «الرؤية» أن مسار تلك الطفرة ليس معروفاً حتى الآن، كما أن الطريقة التي حدثت بها «لا يُمكن توقعها بناء على المعلومات الحالية».

وأشار الأستاذ المشارك في كلية العلوم في جامعة لانتشو الصينية دونج جو زينج، وهو باحث مُشارك في الدراسة، إلى أن إجراء الفحوصات على الحفريات أثبتت وجود طفرة في جين EPAS1 الذي يُعتقد بوجود صلة وثيقة بينه وبين التأقلم مع الارتفاعات.

وأفاد زينج بأن الفريق يُحاول الآن تصميم ورقة بحثية جديدة لمعرفة النمط الغذائي الذي اتبعه إنسان «دينيسوفان».

واكتشفت أول حفرية لإنسان «الدينيسوفان» في كهف بجبل «ألتاي» بمنطقة سيبريا الروسية، إذ وجد العلماء أصبعاً لامرأة عاشت في ذلك الكهف.

وأخضع العملاء الأصبع للدراسة، حيث اكتشفوا أنه لا تطابق بين التسلسل الجينومي له، والذي كان يُعتقد أنه يُشبه التسلسل الجينومي لإنسان النياندرتال، مع أي من جينومات الإنسان الحديث، حيث استنتجوا أن الأصبع ينتمي لنوع جديد من عائلة «الهومنين».

وأطلق على إنسان «دينيسوفان» هذا الاسم نسبة إلى كهف «دينيسوفا» الذي عُثر فيه على أول بقاياه، ويعتقد العلماء أنه عاش قبل إنسان النياندرتال بنحو 200 ألف سنة، وأنه يشترك معه في سلف مشترك عاش قبل نحو 600 ألف سنة.

وأرجعت دراسات سابقة تمكن سكان التبت من التكيف مع نقص الأكسجين في الارتفاعات العالية، تزاوج أجدادهم من إنسان «الدينيسوفان»، إلا أن الدراسة الحديثة تشكل أول دليل علمي موثق على وجود ذلك الإنسان المنقرض في منطقة هضبة التبت.

وتقول الدراسات إن نحو 3 إلى 5 في المئة من جينات سكان أستراليا الحاليين تحوي الحمض النووي لإنسان «الدينيسوفان»، وهو ما يعني وجود علاقة ما بين أسلافنا ـ نحن البشر الحاليين - وإنسان الدينيسوفان.

واستخلص العلماء في تلك الدراسة الحمض النووي من شظايا عظام عُثر عليها في كهف «باشيا كاريت» التبتي، عن طريق استخراج مجموعة من البروتينات من العظم، لعمل التسلسل الجينومي، وهو الأمر الذي أثبت أن الحفرية تخص ذكراً عاش بالقرب من الكهف على ارتفاع كبير.

ولا يُعرف على وجه الدقة السبب وراء موت ذلك الشخص، ولا حتى إذا ما كان حصل على دفن لائق أم تُرك في العراء دون دفنه، على حد قول «هوبلين» الذي أكد لـ «الرؤية» أن مجرد وجود تلك الحفرية «سيكشف عن المسارات المحتملة لهجرة ذلك النوع في قارة آسيا».