الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

أسماك خفية تُضحي بنفسها ليعيش «المرجان»

أسماك خفية تُضحي بنفسها ليعيش «المرجان»

أسماك المرجان

تواجه الشعب المرجانية مخاطر متزايدة بسبب موجات الاحترار التى تضرب السواحل والتغييرات المناخية التى تؤثر بالسلب على كوكبنا الأزرق.

ورغم أن المرجان تمكن من التكيف مع الضغوط عبر ملايين السنين، إلا أن العالم على وشك فقده، لأسباب عديدة من ضمنها الصيد الجائر والمناخ والتنمية الساحلية والتلوث والنشاط البشري الضاغط على مواطن المرجان البيئية. ويحاول العلماء بحث الأسباب التي يمكن أن تسهم في رفع التنوع وزيادة الشعب المرجانية في البحار. وقد أفادت دراسة حديثة أن سبباً لم يخطر على البال من قبل قد يسهم في بقاء النظم الإيكولوجية للشعاب المرجانية. فالدراسة تقول إن نوعاً من الأسماك الصغيرة التي لا يزيد طولها عن خمسة سنتيمترات، وتعيش وسط الشعاب المرجانية، يمكن أن تحافظ على إنتاجية الشعب، وتحول دون تحوّل أماكن معيشتها إلى صحراء بحرية جرداء. تُعرف تلك الأسماك باسم أسماك الشعب المرجانية المخفية، وهي أصغر الفقاريات البحرية وتعيش وسط الشعب المرجانية بنظام تكافلي، وتؤدي حسب الدراسة دوراً حيوياً في حياة تلك الشعب. فمن ضمن المخاطر التي تواجه الشعب المرجانية عملية الافتراس من قبل الحيوانات الأخرى التي تهاجم المرجان تاركة ندباً بيضاء على سطحه، مسببة ابيضاضه، وهو أثر لا إرجاعي، إذ لا يمكن للشعب المرجانية معالجة نفسها ضد الابيضاض. وتقول الدراسة إن تلك الأسماك بمثابة كاميكازي للشعب المرجانية، فإنتاجها الوفير يجعل مفترسات المرجان تفضل تناولها على تناول وجبة من المرجان المليء بالأشواك. وكشف العلماء أن أسماك الشعب المرجانية الخفية تُجنب المرجان مخاطر المحيطات المفتوحة عبر تدفق يرقاتها المستمر، والتي تحل محل كل الأسماك البالغة التي تلتهمها الحيوانات المفترسة، موفرة نحو 57 في المئة من إجمالي الوجبات التي تستهلكها مفترسات المرجان.