الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

مليون إصابة جديدة يومياً بأمراض «منقولة جنسياً»

مليون إصابة جديدة يومياً بأمراض «منقولة جنسياً»
قالت منظمة الصحة العالمية في دراسة حديثة نُشرت أمس الخميس إن هناك أكثر من مليون حالة جديدة بين البشر يوميًا من حالات العدوي المنقولة جنسيًا.

وجاء في الدراسة أن المنظمة رصدت أكثر من 367 مليون حالة جديدة من أربعة أمراض جنسية هي السيلان والزهري وداء المشعرات والكلاميديا.

وقال الدكتور بيتر سلامة المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية إن العالم يشهد تراجعًا في وقف الأمراض المنقولة جنسيًا، مؤكدًا أن تلك الأرقام «دعوة للاستيقاظ وتضافر الجهود لضمان وصول الجميع في كل مكان إلى الخدمات التي يحتاجونها للوقاية من تلك الأمراض، وعلاجها حال الإصابة بها.


ويُظهر البحث المنشور من قبل منظمة الصحة العالمية أنه من بين الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 49 عامًا، أصيب نحو 127 مليون شخص بالكلاميديا، و87 مليون شخص بالسيلان، و6.3 مليون شخص بمرض الزهري، علاوة على إصابة نحو 156 مليون شخص بداء المشعرات، طبقًا للبيانات الواردة للمنظمة من الأقطار المختلفة على مستوى العالم.


وتعد الأمراض المنقولة جنسيًا واحدة من أكثر الأمراض التي لها تأثير عميق على صحة البالغين والأطفال في جميع أنحاء العالم، فإذا تهاون الشخص في علاجها يُمكن أن تؤدي إلى آثار صحية خطيرة ومزمنة تشمل الأمراض العصبية وأمراض القلب الوعائية والعقم والحمل خارج الرحم والولادة الميتة علاوة على تزايد خطر الإصابة بفيروس نقص المناعية البشرية المكتسبة «إيدز»، كما أن تلك الأمراض ترتبط بمستويات كبيرة من الوصم بالعار وتزيد من خطر التعرض للعنف المنزلي عند الإناث.

وقالت الدكتورة «ميليني تايلور» في تصريحات خاصة لـ «للرؤية» إن مرض الزهري تسبب وحده في وفاة ما يقرب من 200 ألف طفل من حديثي الولادة في عام 2016، وهو ما يجعل ذلك المرض في صدارة الأسباب الرئيسة لفقدان المواليد على مستوى العالم.

وأشارت «ميليني» أن مشكلة تلك الأمراض في كونها «أمراض خفية» لا يكتشفها المريض إلا بعد تفاقم الحالة، مؤكدة أن تلك الأمراض يُمكن أن تنتقل من الأم للجنين، وهو ما يؤدي إلى وفاة الأجنة أوإصابتهم بتشوهات غير قابلة للعلاج.

وتقول «ميليني» إن علاج تلك الأمراض «ليس صعبًا على الإطلاق» إذ يتعين على المريض أخذ مجموعة من المضادات الحيوية إلا أنها تعود وتشدد على ضرورة وقف الممارسات الجنسية غير الآمنة واتخاذ التدابير اللازمة لممارسة الجنس الآمن.

وتشكل الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي تهديدًا مستمرًا للصحة في جميع أنحاء العالم، ومنذ نشر آخر إحصاء في عام 2012، لم يكن هناك انخفاض في معدلات الإصابات الحالية، وتقول الدراسة إن شخصاً واحداً من بين 25 شخصًا على الأقل يُعاني من مرض واحد منقول جنسيًا على الأقل، فيما يُعاني آخرون من عدوى متعددة في نفس الوقت.

وبحسب الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 30 نوعاً مختلفاً من البكتريا والفيروسات والطفيليات تنتقل عبر الاتصال الجنسي، وترتبط ثمانية من مسبِّبات المرض هذه بأقصى معدلات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، ومن بين حالات العدوى الثماني هذه، يمكن شفاء أربع حالات في الوقت الراهن وهي: الزهري، والسيلان، والمتدثّرة، وداء المُشعّرات.

وهناك حالات أخرى للعدوى الفيروسية لا يمكن الشفاء منها، وهي الإصابة بفيروس «بي» المُسبب لالتهاب الكبد، وفيروس الحلأ البسيط (أوالهربس)، وفيروس العوز المناعي البشري، وفيروس الورم الحُليمي البشري، على الرغم من أنه لا يمكن شفاء تلك الأمراض، إلا أنه يمكن الحد منها أوتعديلها عبر العلاج.

وتنتشر الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي في الغالب من خلال عملية الاتصال غير المحمية، بما في ذلك الجنس المهبلي والشرجي والشفهي، ويُمكن أن تنتقل بعض الأمراض، بما في ذلك الكلاميديا والسيلان والزهري، أثناء الحمل والولادة، كما يُمكن أن ينتقل مرض الزهري من خلال الاتصال بالدم أومنتجات الدم المصابة كالبلازما وخلال تعاطي المخدرات بالحقن، أوأثناء عملية نقل الدم.

ويُمكن الوقاية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي عبر الممارسات الجنسية الآمنة، بما في ذلك الاستخدام الصحيح والمستمر للواقي الذكري، والتثقيف في مجال الصحة الجنسية.

ويُعد الاكتشاف المبكر عبر الفحوصات الطبية الموثوقة والتحاليل المستمرة أفضل طريقة للعلاج، وتقول الدراسة أن توافر تلك الاختبارات بأسعار معقولة من الأمور الحاسمة لتخفيف عبء الأمراض المنقولة جنسيًا على مستوى العالم، إلى جانب الجهود المبذولة لتشجيع الأشخاص النشطين جنسيًا للكشف والفحص المستمر، وتوصي منظمة الصحة العالمية بإجراء فحص منهجي للنساء الحوامل للبحث عن احتمالية إصابتهن بالزهري وكذلك بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة.

ويمكن علاج معظم الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، والناجمة على الإصابة بالبكتيريا، بأدوية متوفرة على نطاق واسع، إلا أن الدراسة تقول إن هناك نقصًا في الإمداد العالمي بـ «البنسيلين» وهو ما زاد من صعوبة عدد من الأمراض من ضمنها الزهري. وتشير الدراسة إلى أن الزيادة السريعة في مقاومة المضادات الحيوية شكل تهديدًا صحيًا متزايدًا، وخاصة في علاج مرض السيلان، وقد يؤدي في نهاية المطاف لاستحالة علاج ذلك المرض على وجه الخصوص.

وتقول المنظمة في بيان صحافي، تلقت الرؤية نسخة منه، إنها قامت بوضع تقديرات لتقييم العبء العالمي للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي بهدف مساعدة البلدان والشركاء الصحافيين على الاستجابة للمرض، وتشمل تلك التقييمات البحوث العلمية الهادفة لتعزيز الوقاية، وتحسين جودة الرعاية، وتطوير طُرق التشخيص، وابتكار أدوية وعلاجات جديدة، والحث على الاستثمار في مجال تطوير اللقاحات.

وأشارت المنظمة إلى أن البيانات المتوفرة من النساء أكثر من الرجال، إذ لا تزال المعلومات الخاصة بانتشار الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي قليلة بالنسبة للرجال على مستوى العالم، وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى تحسين أنظمة المراقبة الوطنية والعالمية لضمات توافر معلومات موثوقة حول مدى عبء الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي في جميع أنحاء العالم.