الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

مسارح تخاصم سوشيال ميديا وتفتقد الجمهور.. فنانون: الترويج ذاتي

تعاني العديد من العروض المسرحية المحلية، حالة عزوف جماهيري ملحوظ، لا سيما في المهرجانات، وهو أمر يعزوه العديد من المهتمين بالشأن المسرحي إلى عدم اهتمام إدارات العديد من المسارح الإماراتية بالدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام الرقمي، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، في الترويج للمنتج الفني، والتواصل مع الجمهور.

وحذر فنانون من أن عدم مواكبة المسارح المحلية لمفردات العصر واستخدامها في نشر وتعريف الجمهور بالفعاليات سيؤدي إلى تفاقم أزمة العزوف الجماهيري، وتعرض الكثير من الفرق المسرحية، لمزيد من التحديات التي تعوق استمرارها.

وحمّل أعضاء فرق مسرحية غياب الدعم مسؤولية رفع شعار «مغلق للصيانة» أو «للتطوير»، الذي يسود فعلياً منذ سنوات العديد من المواقع الإلكترونية الخاصة بالمسارح، مشيرين إلى أن هذه المسارح لا تمتلك مكتباً إعلامياً يتولى توزيع أخبارها على كل المنصات، مشيرين إلى أن المسارح تعتمد على الجهود الذاتية للفنانين الذين يتولون الإعلان عن الفعاليات عبر حساباتهم الشخصية.


من جانبها أكدت هيئة دبي للثقافة والفنون، أنها لا تألو جهداً في سبيل الترويج لفعاليات مسارح دبي، مشيرة إلى أن التحدي يكمن في ضعف تواصل مجالس إدارة المسارح والهيئة، واعدة بالعمل على حل هذه الإشكالية وتفعيل المواقع الإلكترونية وتطويرها.


تكنولوجيا العصر

يعتمد مسرح دبي الأهلي على الفنانين لنشر أخباره وفعالياته بحسب الفنان الإماراتي أحمد مال الله، الذي أكد أن المسرح لا يمتلك حساباً خاصاً على منصات سوشيال ميديا، مشيراً إلى أن ابتعاد المسرح عن تكنولوجيا العصر سيؤدي إلى موته ببطء، داعياً إدارات المسارح إلى العمل على التواصل مع الجمهور عبر الاستعانة بصحافيين محترفين يتولون الترويج لأنشطة المسرح.

فنانون متطوعون

وعبر الفنان الإماراتي علي الشحي عن تخوفه من أن تذهب الجهود الشخصية التي يقوم بها فنانون من أجل نهضة أبو الفنون ويصرفون عليها من جيوبهم الخاصة، أدراج الرياح.

وتساءل كيف لمسرح دبا الحصن الفجيرة أن يتواصل مع جمهوره وهو لا يمتلك مكتباً إعلامياً وحتى خدمات «الواي فاي» غير متوافرة فيه، كما أنه لا يمتلك إلا جهاز كمبيوتر واحد فكيف نتوقع من المسرح أن يواكب التكنولوجيا ويعمل على تنشيط حساباته.

ترويج يجافي المهنية

أكد الفنان وعضو مسرح دبا الحصن أيمن الخديم أن الفنانين يبذلون جهداً كبيراً في محاولة نشر الفعاليات عبر حساباتهم الخاصة على سوشيال ميديا.

لكن الخديم يعترف بأن هذه ليست طريقة ترويج مهنية، مشيراً إلى أن هذا الأمر أدى إلى عزوف مواهب عن المسارح المحلية الجادة لقلة الدعم والاهتمام، ومن ثم اتجهت للمسارح التجارية في دول مجلس التعاون التي ترى أنها ستكون بوابتها للشهرة والسينما والدراما.

وعزا الفنان حمد الحمادي إهمال إدارات المسارح تطوير موقع إلكتروني إلى أنه لا يلقى تفاعلاً من الجمهور، لذلك يفضلون توجيه الأموال على مفردات أخرى والاعتماد على حسابات الفنانين الشخصية للترويج لأعمالهم التي يحتضنها المسرح.

ضعف تواصل

من جانبها، عددت رئيس مهرجان دبي لمسرح الشباب فاطمة الجلاف أسباب تراجع المسرح عن استخدام قنوات التواصل الاجتماعي، عازية السبب إلى انشغال الأعضاء والطاقم الإداري والفني بالبروفات والأعمال المسرحية، وعدم اعتمادهم على متخصصين في هذا المجال.

وأشارت إلى أن مسارح تجد صعوبة في الاستعانة بإعلاميين محترفين لتغطية الأعمال لقلة الميزانيات، منوهة بأن معظم ما يجري نشره عبارة عن اجتهادات شخصية سواء كانت من الأعضاء أو الفنانين.

وأشارت إلى الهيئة تعمل دوماً على دعم المسارح عبر نشر أخبار فعالياتها عبر جميع وسائل الإعلام، موضحاً أن التحدي يكمن في بعض الحيان في غياب التواصل بين مجالس الإدارات والهيئة.

وأشارت إلى أن الهيئة تسعى إلى معالجة هذه الإشكالية وتفعيل المواقع وتطويرها، ومواكبة التغيرات السريعة التي تسهدها الإمارة بشكل خاص والإمارات الأخرى بشكل عام.

وأكدت الجلاف أن إدارة المسارح الأهلية هي المعنية بالدرجة الأولى بتعيين أشخاص مؤهلين أكاديمياً وثقافياً لتغطية حساباتها.

*يد المسرح

حذر الفنان الإماراتي وعضو فرقة مسرح دبي الشعبي عبدالله صالح من كسر «يد المسرح» نتيجة ضعف الميزانيات الخاصة وكذلك تأخر وصولها، مشيراً إلى أن إدارة مسرح دبي الشعبي لم تعد تمتلك القدرة على دفع المكافآت الرمزية للمشرفين المسرحيين، وأشار إلى أن الإدارة عجزت كذلك عن تسديد رسوم تجديد موقعها الإلكتروني فأوقفته وكتبت عليه «مغلق للصيانة»، ملقياً اللوم على مجلس الإدارة لإهماله النشر على سوشيال ميديا رغم أهمية هذه المنصات.