في عام 2005 استحوذت شركة «بروكتر أند جامبل» (P&G) الأمريكية العملاقة في مجال صناعة المواد الاستهلاكية علامة «جيليت» (Gillette) المشهورة عالمياً في مجال صناعة أدوات الحلاقة والنظافة الشخصية، مقابل 57 مليار دولار، في صفقة كانت الشركة الأولى تعول عليها كثيراً لدعم نموها وتوسيع نشاطها دولياً.
ومع أن نتائج النصف الأول من العام الجاري لأعمال «بروكتر أند جامبل» على الصعيد العالمي المنشورة نهاية يوليو المنصرم، أظهرت ارتفاعاً في سعر أسهم الشركة، إلا أن هذا لم يمنع العملاق الأمريكي من خفض تقديرات قيمة علامة «جيليت» التابعة له بنحو ثمانية مليارات دولار، ما أحدث ثغرة مالية لدى الشركة بقيمة 5.2 مليار دولار، فما السبب وراء ذلك؟
حسب موقع «سلايت» العالمي فإن هذا التراجع تقف خلفه عدة أسباب، قد يكون من أبرزها انتشار موضة إطلاق شعر اللحية بين الرجال حول العالم.
ووفقاً للموقع فإن الشركة الأم لعلامة «جيليت» عانت منذ استحواذها على «الماركة» نتيجة تراجع سوق أدوات الحلاقة الرجالية عالمياً، وقوة المنافسة من شركات أخرى ذات أسعار أخفض وتحظى بشعبية واسعة خصوصاً في صفوف أبناء جيل الألفية.
ويلفت موقع «كيو زد» الأمريكي في تقرير له حول الموضوع إلى أن العودة الكبيرة لموضة اللحية تُشكل التهديد الأكبر لأعمال صناعة أدوات الحلاقة الرجالية.
وينقل الموقع عن المدير المالي لـ «P&G» جون مولير قوله في مؤتمر للمحللين الماليين جرى عبر الهاتف، إن انخفاض معدل وتيرة حلاقة الذقن لدى الرجال في السنوات الأخيرة أسهم في تقليص حجم سوق أدوات وشفرات الحلاقة على الصعيد العالمي.
وفي هذا الإطار تشير تقديرات مؤسسة «يورومونيتور» المختصة في أبحاث السوق إلى أن قيمة سوق أدوات الحلاقة في الولايات المتحدة وحدها تراجعت بواقع 11 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية.
وحسب مواقع عالمية فإن موضة اللحية انتشرت بشكل كبير في الدول الغربية في الأعوام الأخيرة، فيما ارتبطت بهذه الموضة أسواق جديدة لعل أبرزها سوق زراعة الشعر، إذ تشير وسائل إعلام أمريكية إلى ارتفاع كبير في عدد الرجال الراغبين في إجراء عمليات لتعزيز نمو شعر ذقونهم في الولايات المتحدة تماشياً مع الـلوك الرجالي الجديد.