السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

لماذا تختار مدارس في قلب «وادي السيلكون» الابتعاد عن التكنولوجيا؟

لماذا تختار مدارس في قلب «وادي السيلكون» الابتعاد عن التكنولوجيا؟
في معقل التكنولوجيا الرقمية بالولايات المتحدة، تقع مدرسة من نوع خاص، إذ اختارت رغم موقعها في قلب وادي السليكون الابتعاد عن التكنولوجيا والاعتماد في توصيل المعلومات على الطرق القديمة.

ويقع مقر المدرسة على مسافة 20 دقيقة بالسيارة من مقرات شركات تكنولوجيا عملاقة مثل أبل وغوغل وفيسبوك، إلا أن فصولها لا تستخدم بالكاد وسائل التكنولوجيا الحديثة، وإنما تنتهج بدلاً من ذلك أسلوب «واتفورد» في التدريس الذي يركز على بناء الإبداع والمهارات الاجتماعية.

ولا تتوفر داخل فصول المدرسة أي شاشات أو أجهزة كمبيوتر، حيث يقول مديرها بيير لوران: «هنا لا نتعلم بواسطة التفكير فقط، بل أيضاً نستخدم حواسنا من خلال اللمس»، مضيفاً «جلوس الطفل أمام الشاشة ومن خلفه المعلم هو أمر خطير.. فالمعلمون في هذه الحالة يقومون بدورهم التعليمي من وراء ظهور الطلاب».


«جميع الآباء يعملون بشركات مثل فيسبوك وإنتل»


ويشير لوران، الفرنسي الموظف سابقاً لدى شركة مايكروسوفت، إلى أنه قرر أن يبتعد عن مجال التكنولوجيا، موضحاً أن نمط التدريس هذا يلاقي تجاوباً كبيراً من السكان «لدينا عدة فصول لديها قائمة انتظار.. فهناك اهتمام متزايد بهذا الاتجاه».

وتنتشر بأمريكا عدة مدارس تعمل وفق هذا النهج، حيث يؤكد مدير مدرسة «كانتربري» المسيحية في لوس ألتوس المجاورة، أن المدرسة تعاني من مشكلة تزايد عدد الطلاب المتهمين بالدراسة عن عدد الأماكن المتاحة.

ويوضح ستيفان ماسياس «تقريباً جميع آباء التلاميذ هنا يعملون في شركات مثل إي باي وفيسبوك وإنتل وإتش بي» فيما لا تتوفر المدرسة على كمبيوترات، بل «انضباط ولمسة إنسانية».

وتقول المستشارة المالية جيسيكا هو إن هذه الطريقة في التعليم مثالية بالنسبة لابنتها ماكاريا (6 أعوام)، فيما يعمل زوجها مهندساً بشركة غوغل بعد أن شغل وظائف سابقة في شركات مثل أبل وأمازون.

وتنتقد «هو» الأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول وهم منغمسون في التكنولوجيا بدلاً من التواصل مع أشخاص آخرين.

وتضيف «قررنا ألا نجعل أطفالنا يستخدمون الشاشات لفترات طويلة، ونقوم بتربيتهم على قراءة الكتب والتحدث مع الناس واللعب في الهواء الطلق».

حتى ستيف جوبز

ويسعى مهنيون في مجال التعليم أن يقطعوا تيار الرقمنة الذي يتدفق إلى قاعات الدراسة، ويدعمهم في ذلك أطباء نفسيون وسياسيون، ويعتبر تريستان هاريس الموظف السابق بشركة جوجل واحدا من أعلى الأصوات المؤيدة لهذا الاتجاه في وادي السليكون.

ويقول هاريس، وهو أحد مؤسسي مبادرة «تايم ويل سبنت» التي تؤيد الاستفادة بشكل أفضل من أوقات الفراغ إن تطبيقات الهواتف الذكية تؤدي إلى الادمان فضلا عن التلاعب بالمستخدمين.

وليست هذه التصريحات بالجديدة على عالم صناعة التكنولوجيا، حيث قال ستيف جوبز في تصريحات لـ "نيويورك تايمز" عام 2010، إن أطفاله لن يستخدموا الإصدار الحديث من الكمبيوتر اللوحي إي باد، مضيفاً: «نقلل كم التكنولوجيا الذي يسمح لأطفالنا باستخدامه في المنزل».

في المقابل، فإن تجنب التكنولوجيا الحديثة بالمدارس يتضمن تكلفة ليست بالرخيصة، حيث تكلف الدراسة في مدرسة «كانتربري» نحو 7 آلاف دولار سنويا، حسب السنة الدراسية، فيما تزيد تكاليف مدرسة «والدورف» عن هذه القيمة بخمسة أضعاف.