الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

اللوز.. فاكهة تراثية تواجه خطر الانقراض

اللوز.. فاكهة تراثية تواجه خطر الانقراض
رفع نزيف شجرة اللوز نتيجة إصابتها بدودة الفاكهة، أسعار ثمارها، بعد عزوف الكثير من المواطنين عن زراعتها، الأمر الذي رفع سعر الكيلو من 20 درهماً في العام الماضي إلى أكثر من 120 درهماً، في حين يصل سعر الصندوق الذي يحتوي على 20 كيلوغراماً إلى 2000 درهم، بحسب تجار يعرضونه على إنستغرام. وعلى الرغم من أن شجرة اللوز الاستوائي أو البيذام، تشبه النخيل تلقى بحجر فتجود بأطيب الثمر، إلا أن هناك ندرة كبيرة في مزارعها نتيجة آفة الديدان التي تعود بداية ظهورها إلى تسعينات القرن الماضي، على الرغم من أنها فاكهة الصيف المدللة لدى كل الإماراتيين.وارتبطت شجرة اللوز بذاكرة طفولة كل إماراتي، فهي تلك الشجرة وارفة الظلال ودانية القطاف التي تقدم فاكهة الصيف المجانية لكل المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات من دون تفرقة بين غني وفقير، حيث توسدتها ساحة القصور، كما المنازل في الفريج، وتحت ظلها يحلو لأفراد العائلة تبادل أطراف الحديث مسترجعين قصصاً وحكايات من أفراح وأتراح البيت الإماراتي.

متنزهات طفولية

أكد الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الإماراتيين وشجرة اللوز، مشيراً إلى أن مزارع اللوز كانت بمنزلة متنزهات يلعب الأطفال تحت ظلها، ومنوها بأنها كانت صديقة البيوت الإماراتية، حيث لم تخل منها إلى جانب أشجار النخيل والليمون والسدر. وأشار إلى أن أصحاب بيوت اضطروا إلى اقتلاعها بعد إصابتها بديدان الفاكهة في بداية التسعينات إثر عوامل تغيرات التربة والمياه، الأمر الذي أدى إلى رفع أسعارها. ودعا المسلم الشباب إلى العمل على إعادة إحياء وجود الأشجار الإنتاجية كشجرة اللوز بالبيوت وتوظيف التقنيات البسيطة التي اعتمد عليها القدماء، إلى جانب ما اكتسبوه من علوم وخبرات زراعية جديدة. من جهة أخرى، لفت إلى أن سلة الفواكه الصيفية الخليجية كانت تحتوي على اللوز وما يقارب 20 صنفاً من الفواكه كالرطب والهمبا والفرصاد (التوت البري) والموز المحلي التشيكو وغيرها من أنواع الحمضيات.ولفت المسلم إلى أنه عادة ما تتساقط أوراق شجرة اللوز فترة الخريف، ويُقال عنها «تِصْرم»، وتعتبر أوراقها كبيرة الحجم لوزية الشكل، ما يجعلها شجرة وارفة الظلال.


شجرة معمرة


يحتفظ المواطن علي الظنحاني بالكثير من الذكريات لهذه الشجرة التي لم تفارق منزله أبداً، على الرغم من أن الكثير اضطروا إلى التخلي عنها نتيجة تساقط أوراقها الكثيف بعد إصابتها بالآفات.

ولا ينسى ذكريات الطفولة مع هذه الشجرة التي كانت مظلة لهم من هجير الظهيرة، حيث كانت شاهداً على براءة طفولتهم، مشيراً إلى أن اللوز يعتبر من الأشجار المعمرة التي يصل عمرها إلى 70 عاماً، كالشريش والهمبا.

وأوضح أن للبيدام فوائد في الطب التقليدي، فهي بمنزلة صيدلية على الطرقات، حيث تستخدم أوراق وقشور اللحاء والثمار في علاج بعض الأمراض على سبيل المثال التهاب المفاصل، تقرحات الفم واضطرابات المعدة.

ذكريات وحنين

وصف المواطن راشد الكتبي وجود شجرة اللوز بالمنزل قديماً بالملطف الذي يستظل به الصغار والكبار قبل ظهور النفط واستعمال أجهزة التكييف الكهربائية، ومكان لهو الصبية معاً، حيث كانوا يتسلقون جذعها الطويل الذي يصل طوله إلى عشرة أمتار، تقريباً.وشبّه نكهة ثمار اللوز التي تأتي بلون أخضر، ثم تتحول إلى اللون الأحمر أو الأصفر عند الاستواء، بنكهة الرمان التي تجمع بين الحموضة والحلاوة، وتصبغ اليدين والفم عند تناولها.

بساطة في الرعاية

عزا المزارع أحمد جبري هذا الارتفاع الجنوني في سعر اللوز إلى قلة مزارع هذه الفاكهة نتيجة هجوم الديدان، مشيراً إلى أن الكثيرين استغنوا عن زراعتها نتيجة تساقط أوراقها بشكل كبير بعد إصابتها بالآفات.

ويعتقد جبري أن لمواقع التواصل دوراً كبيراً في الترويج لهذه الفاكهة وارتفاع سعرها، لافتاً إلى أن هذا الارتفاع غير المبرر قد يشجع المزارعين الإماراتيين على العودة لزراعة هذه الفاكهة.