الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«المذيعة نور» .. فقدت بصرها على يد «داعش» فتمسكت بحلمها للنهاية

«المذيعة نور» .. فقدت بصرها على يد «داعش» فتمسكت بحلمها للنهاية
بعد أن ذهب المرض ببصرها، لم يتكسر حلم الشابة العراقية نور الطائي على صخرة الواقع الجديد المر.. على النقيض من ذلك أثبتت لنفسها وللعالم، بعد أن أصبحت مذيعة بالإذاعة العراقية، أن الأحلام مشروعة وتحقيقها ممكن حتى في ظل أصعب الظروف وأحلك الأوقات.

وداهم الفتاة العراقية، التي تنحدر من الموصل في شمال البلاد، مرض أثر في ضغط العينين. وكان مسقط رأسها، في ذلك الوقت، تحت سيطرة داعش ولم تتمكن من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة لتفقد بصرها بشكل تدريجي.

وتقول نور «عندما كانت الموصل تحت احتلال داعش، كنت مصابة بمرض ضغط العين الذي يحتاج إلى جراحة طبية بسرعة. ولكن، كما هو معلوم، في وقت داعش، لم يُسمح لأي شخص بالخروج من الموصل. وفي الوقت ذاته، لم يكن هناك الكثير من الأطباء في الموصل. علاوة على ذلك، لم نتمكن من الذهاب لعلاج هذا المرض. وهكذا، بدأت تدريجياً أفقد بصري».


وتوضح «أثناء احتلال داعش، لم تكن هناك وسائل ترفيهية، فقط الإنترنت (وهو ما لا يكفي لتعلمني أن أكون مقدمة) والتلفزيون، من المؤكد، لا أستطيع التعلم منه لأنه يعتمد على البصر. لذلك، الشيء الوحيد الذي أعتمد عليه هو الراديو. وهكذا لجأت إلى الراديو وبدأت أتعرف إلى مجال الإعلام أكثر وأكثر».


وفي عام 2016، فقدت القدرة على الإبصار تماماً، لكن هذا لم يمنعها من مواصلة السعي لتحقيق حلمها بأن تصبح مقدمة برامج في الإذاعة.

وقال غدير أحمد وهو مدير محطة إذاعية محلية في الموصل إن الطائي حصلت على وظيفة في المحطة وأصبحت «رمزاً للأمل». ويضيف «في ظل هذه الحالة الخاصة في نور، نعتبرها تمثل رمز للأمل. يجب رعاية من لديهم احتياجات خاصة مثل نور. على الرغم من أنها مكفوفة البصر، فهي مصممة على تحقيق حلمها في أن تكون مذيعة. لذلك، لبينا طموحها عندما قدمت لنا استمارة طلبها. إنها تمثل بالفعل رمزاً للأمل».

وقال والدها إنه يشعر بالسعادة لأن ابنته كافحت لتحقيق شيء كم حلمت بتحقيقه بدلاً من أن تحبس نفسها في شرنقة وتعيش وحيدة في غرفتها.

لكن طموح مقدمة البرامج الشابة لا يتوقف عند حدود وظيفتها الحالية، فهي تريد أن تنطلق لآفاق جديدة، على أمل أن يصل صوتها في يوم ما إلى الجمهور على مستوى المنطقة أو حتى على مستوى العالم.