السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

الأرشيف الوطني يوثق ذكريات ورحلات المقيظ بالتاريخ الشفاهي

يوثق الأرشيف الوطني، عبر التاريخ الشفاهي وما تناقلته ذاكرة المعمرين والمخضرمين وشهود العصر، رحلات «المقيظ» وذكرياتها التي ما زالت مجرياتها محفورة في ذاكرة الإماراتيين.

وتعد رحلات المقيظ من الطقوس المهمة التي اعتادها الإماراتيون قديماً للاستجمام بعيداً عن القيظ وشدة حرارته، وارتبطت هذه الرحلات بذكريات وحكايات وقصص، إذ حالما كانت تلوح بوادر الصيف بحرارته العالية كان أبناء المدن في الإمارات يتجهون إلى المناطق الجبلية والواحات، حيث النسمات العليلة والظلال الوارفة في واحات النخيل ومياه الأفلاج العذبة وفواكه الصيف.

وكان المقيظ محوراً رئيساً في العديد من مقابلات قسم التاريخ الشفاهي بالأرشيف الوطني، منها مقابلة مع الراوية رفيعة محمد الخميري من أبوظبي، قالت خلالها: «كنا في فصل الشتاء نبقى في مدينة أبوظبي، موطننا وفيها نسكن، ولكن عندما يحل الصيف وترتفع درجات الحرارة، كنت أذهب مع أهلي إلى رؤوس الجبال في رأس الخيمة بحثاً عن البرودة والنسيم اللطيف».


وتابعت الخميري: «كنا نتوجَّه إلى رأس الخيمة عبر البحر، فقد كانت أسرتي تملك مركباً كبير الحجم يسمى (الحصان) وكان مصنوعاً من الخشب، وله استخدامات عديدة أخرى، وبعد وفاة أحد أجدادي أصبحنا نقضي فصل الصيف في مدينة العين، ونذهب إليها براً».


بينما يتذكر «المقيظ» الراوي الشاعر سالم عيد عبيد المهيري من العين، قائلاً: «كنا نقضي فترة الأصفري (الخريف) في العين، وكان أهلنا يخرجون إلى البر لقضاء فترة القيظ (الصيف) أول ما تبشر النخيل، ويكون أول منتوج لها، ويسمونها البشارة، وتكون درجة الحرارة عالية، فيبدأ الناس بالذهاب إلى المقايظ، التي تكون قريبة من النخيل، كمنطقة الهيلي، المسعودي، والقطارة، ويسعون للسكن قرب ماء الأفلاج لعذوبتها».

ويؤكد الراوي سعيد أحمد راشد مطر المنصوري من مدينة زايد في منطقة الظفرة: «كنا نقيظ في الحمرا وهي منطقة ساحلية، وكانوا يذهبون على ظهور الإبل ليقيظوا في ليوا، وفي الخريف والشتاء يذهبون باتجاه منطقة الختم، وإلى منطقة الطف في الشمال، وهي تقع بين مدينتي أبوظبي والعين، ويأكلون من التمور التي لديهم، وعندما يحلّ البرد يذهب الرجل، ويحمل حطباً من الطف، حمولة بعيرين أو ثلاثة، ويدخل مدينة أبوظبي ويبيعه، ليشتري بثمنه مؤونة تكفيه مدة ثلاثة أو أربعة أشهر».

الراوي حمدان محمد سيف القوازية من رأس الخيمة، يتحدث عن رحلات المقيظ مبيناً: «يختلف المكان الذي نقيظ فيه في الصيف عن ذلك الذي نقضي فيه فصل الشتاء، فكنا نشتي في طرف الرملة، لكن كنا نقيظ قرب النخيل في الصيف، وكان بيت القيظ العريش، وكنا في الصيف نعتمد على زراعة النخيل للحصول على الرطب الذي نأخذه إلى دبي لكي نبيعه».