السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

طيار من دبي يحول قمرة القيادة إلى استديو للتصوير

حول الطيار كريم نافاتني، المقيم بدبي، قمرة القيادة إلى استديو خاص به للتصوير الفوتوغرافي، ملتقطاً الصور من حول العالم ليشاركها مع متابعيه الـ 137 ألفاً عبر حسابه على إنستغرام.

ويقضي طيار العربية للطيران التونسي كريم نافاتني أيامه محلقاً فوق السحب على ارتفاع 10 آلاف متر، ليشارك جمهوره رؤيته وصوره، حيث يمتلك أكثر من مجرد منظر للسماء من كرسيه من قمرة القيادة "مكتبه".

ويرى نافاتني أن الجمع بين شغفي الطيران والتصوير يجعل كل يوم بالعمل قيماً ورائعاً للغاية.


وتقدم صور نافاتني (37 عاماً) إطلالة من نافذته بالسماء، كما توثق أبرز المعالم العالمية في صور بانورامية مذهلة منها نخلة جميرا، برج خليفة، وجامع الشيخ زايد الكبير، وغيرها، لتحصد آلاف الإعجابات عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.


وتتعدى صور نافاتني المناظر من حول العالم إلى التقاط الصور الشخصية له ولزوجته مساعد الطيار سابرينا حسني (28 عاماً)، والذي التقاها خلال عمله الحالي بالعربية للطيران.

ويؤكد كريم نافاتني أن روعة مكتبه تكمن في أن الإطلالة والمناظر منه دوماً خلابة وفريدة من نوعها، من رحلة إلى أخرى، إضافة إلى أن الملل شيء لا نعرفه كطيارين.

وأضاف لـ "ذا ناشيونال" الإماراتية أن "الطيران يجري بدمي وعروقي وأنا دائماً شغوف به ومتحمس له".

وتعمل عائلة نافاتني سواء والده أو أخيه الأصغر، وكذلك زوجته وحماه في وظائف مختلفة بعالم الطيران، ما جعل كريم، المقيم بدبي حالياً، يحلم من صغره بالجلوس خلف أدوات التحكم لقيادة الطائرات.

وبالتزامن مع تصاعد حياته المهنية في عالم الطيران كان ينمو لدى نافاتني حبه وعشقه وحماسته للتصوير الفوتوغرافي، حيث بدأ الأمر باهتمامه بمناظر المدينة المختلفة، فكان يبحث عن ارتياد أسطح المباني في أنحاء دبي لالتقاط صوره المتنوعة، لكنه سرعان ما أدرك أن هذه الصور لا تقارن بالمناظر الخلابة التي تحبس الأنفاس التي يراها في رحلاته اليومية حول العالم.

ويقول: حينها ركزت على التقاط الصور من على متن الطائرات والتصوير خلال رحلات الطيران، حيث كنت أرغب دوماً في مشاركة هذه الصور مع كل شخص ليس محظوظاً كفاية لمشاهدة تلك اللقطات المذهلة".

ويشير نافاتني إلى أن "شروق الشمس بالمكتب" هي صورته المفضلة، خصوصاً أنها الصورة الأولى التي شاركها مع الجمهور من على متن الطائرة ومن آخر رحلة طيران له كطيار أول قبل أن يتم ترقيته لـ "كابتن"، كما أنها تحمل الكثير من الذكريات.

ويضيف ضاحكاً "في أول رحلاتي كطيار منذ 18 عاماً، فوجئت بأني لم أشعر بأي شيء مميز، ربما لتعودي السفر على متن الطائرات منذ صغري، لكني بالتأكيد كنت فخوراً ومركزاً في عملي".

لكن الأمر اختلف من أول رحلة إلى ما بعدها، حيث عرف نافاتني الذكريات المميزة على متن عدة رحلات خاصة مع زوجته الحالية التي تعمل في ذات الشركة، مؤكداً "كان لدينا الفرصة لنتشارك رحلات الطيران معاً مرات عدة قبل الزواج وكانت تجربة رائعة".

في حين بعض الأزواج لا يستطيعون تخيل العمل معاً خاصة في قمرة القيادة الضيقة، يرى نافاتني أن الزواج من طيارة أمر له العديد من المزايا، إذ إنه من الصعب جداً أن يتفهم من لا يملك أي معرفة بمهنتنا مدى الإرهاق الذهني والجسدي الذي نتعرض له.

ويضيف "إننا نفهم بعضنا بعضاً تماماً، صحيح أن قضاء بعض الوقت معاً في بعض الأحيان يمثل تحدياً، خصوصاً في ظل وجود جداول طيران متضاربة، لكنه أمر يمكن إدارته".

وأياً كانت التحديات التي يواجهها نافاتني، فإن أسلوبه في التغلب عليها يتمثل بالغرق في هوايته بالتصوير، حيث استخدم كاميرا Nikon D300s DSLR لسنوات عدة، ومن ثم Sony a7R III، كما يحمل معه حالياً GoPro Hero 7 الملائمة للمسافرين الدائمين كالطيارين، على حد تعبيره.

كل رحلة ليست مجرد طيران من وجهة إلى أخرى، بل فرصة ومحاولة لالتقاط أفضل المناظر الطبيعية على طول الطريق، فقمم الجبال والصحراء المترامية وشروق الشمس بالنسبة إلى نافاتني هو مجرد يوم آخر من الشغف بالتصوير والطيران في "المكتب".

نقلاً عن ذا ناشيونال