الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

منصات رقمية عمانية تحيل التعليم التقليدي إلى التقاعد

منصات رقمية عمانية تحيل التعليم التقليدي إلى التقاعد
يزداد الإقبال يوماً بعد الآخر على التعليم الإلكتروني بمنصاته الرقمية المختلفة، نظراً للعديد من العوامل والامتيازات التي يوفرها، وفي مقدمتها إمكانية دراسة أي مجال يرغب فيه الطالب في المكان والزمان المناسبين له، وعبر علوم ومعارف متنوعة تواكب سوق العمل، وتخلق فرصاً وظيفية أفضل له عالمياً وعربياً.

وفي سلطنة عمان يتنامى الاتجاه نحو الاستفادة من المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بالتعليم الذي يتنوع، خصوصاً، بين المواد الشرعية إلى الفضاء والابتكار، في ظل إقبال الطلاب على هذا النمط من التعليم الذي يناسب العصر بعيداً عن التقليدية في النظم التعليمية، وسط عدد من التحديات نتعرف إليها في هذا التقرير.

التواصل الاجتماعي


استفاد قسم نظم المعلومات، في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان من المنصات الرقمية قبل عامين عندما ابتعدوا عن المنهجية التقليدية للتدريس واستفادوا بالكامل من التكنولوجيا، وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي.


وقال المحاضر بقسم نظم المعلومات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس، الدكتور محمد الفيروز: «لاقى هذا المزيج من التعليم التقليدي المتمثل في حضور المحاضرات ثم التواصل عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لتأدية بعض الفروض استحسان الطلبة وتفاعلهم، وأيضاً بقية من تابع هذا النمط التعليمي التفاعلي الجديد عبر تطبيق تويتر من خلال الوسم #MINFSIA، الذي يشير لاختصار شعار المبادرة وهوMake information system interesting always وكذلك تطبيقي إنستغرام ويوتيوب عبر حساب وقناة INFS2412».

وأكد الفيروز أن مشاركة المعرفة بين أطراف العملية التعليمية كانت من أهم النتائج المحصلة لهذه التجربة، حيث أصبح الطلبة قادرين على الاطلاع على مشاركات زملائهم وفهم طريقة تفكيرهم في تأدية هذه الفروض حين تسليمها للمحاضرين، فلم يعد الفرض مقتصراً على الطالب والمحاضر، بل تجاوز ذلك ليكون مادة علمية ومشاركة معرفية يطلع عليها جميع المشاركين والمتابعين حتى من غير الطلبة، بل تتجاوز هذه العملية مرحلة مشاركة المعرفة إلى مرحلة التفاعل التعاوني من خلال التغذية الراجعة التي يطرحها الطلبة على مشاركات زملائهم الآخرين، الأمر الذي يُسهم في تنقيح الأفكار وتأسيس قاعدة معرفية تنال ثقة القراء والمتابعين لها.

وأوضح الفيروز أنه يمكن حصر الصعوبات أو العيوب المرتبطة بالتعليم عن بعد في نقاط أهمها غياب بيئة التفاعل الواقعي، والذي قد يؤثر سلباً على شخصية الطالب الذي قد يميل مع الوقت للانطوائية والابتعاد عن المناسبات الاجتماعية على أرض الواقع، مشدداً على أنّ كل ما نحتاج إليه إلى جانب التوعية الخاصة بالاستخدام الإيجابي لهذه الوسائل هو إيجاد أدوات قياس دقيقة نستطيع الاعتماد عليها في قياس تفاعل الطلبة وتقييم أدائهم العلمي وتحصيلهم المعرفي.

العلوم الشرعية

وعن تجربة مركز التعليم عن بعد بكلية العلوم الشرعية، بينت إدارة المركز أن برنامج التعليم عن بُعد هو أول برنامج دراسي من نوعه في سلطنة عمان يهدف إلى تدريس العلوم الشرعية بأسلوب التعليم عن بُعد، مستهدفاً الراغبين في استكمال مسيرتهم العلمية.

وأكدت إدارة المركز أن عدد الطلاب المسجلين في البرنامج منذ انطلاقه بلغ 9500 طالب وطالبة، من داخل السلطنة وخارجها، مشيرة إلى أن البرنامج حصل في مطلع 2017 على الترخيص الرسمي بمنح درجة البكالوريوس في تخصصي الدراسات الإسلامية والفقه وأصوله من وزارة التعليم العالي، بعد اجتياز ما يزيد عن 140 ساعة دراسية (8 فصول دراسية)، كما يمنح درجة دبلوم العلوم الشرعية بعد اجتياز 75 ساعة دراسية (5 فصول دراسية).

سوق العمل

وفي ذات الإطار، تأتي «منصة إدلال» العمانية، لتزويد الشباب العماني والعربي بالمهارات اللازمة التي يتطلبها سوق العمل الحالي، ولمواكبة التحديات الاقتصادية القادمة التي ستتجه إلى الابتكار، وريادة الأعمال، واقتصاد المعرفة كحل لهذه التحديات.

ووفقا للقائمين على المنصة فإنها جاءت بشراكة بين شركة «الردهة»، وشركة «بوينت»، وبالتعاون مع «عمانتل»، لتُقدم الدورات التدريبية الإلكترونية عبر محتوى مرئي بمدة قصيرة لإثراء المحتوى العربي.

وفيما يتعلق بآلية اختيار مواضيع الدلالات ومعديها، يشير القائمون على «إدلال» إلى أن اختيار المواضيع المطروحة يتم بعد دِراسة اهتمامات الجمهور وأيضًا المعدين، واضعين في الاعتبار الموضوعات التي تثير اهتمام الشباب العربي والمُتعلِّقة بِمختلف الاختِصَاصَات، وكذلك طلبات واحتياجات المُستَخدِمِين المُتعلِّقة بالتخصُّصَات المفضلة لَديهم.

وتتنوع مجالات إدلال لتشمل الابتكار وريادة الأعمال، البرمجة والتقنية، التصوير والإنتاج المرئي، التصميم والإعلام الرقمي، الهندسة والعلوم، الحياة والفن والثقافة، ومجالات أخرى.

وأكدت المنصة عبر حسابها على تويتر، في فبراير الماضي، بالتزامن مع مرور عام على إطلاقها أن عدد المستفيدين بلغ أكثر من 16 ألف مستخدم وذلك من أكثر من 40 دولة في العالم.

إجراءات صارمة

من جهة أخرى، دشنت المؤسسة العمانية «غيمة التعليم الإلكتروني» CSL في عام 2016 منصة إلكترونية لتدريب ومنح المؤهلات المهنية المتخصصة المعتمدة دوليّاً، عبر برامج تدريبية إلكترونية تفاعلية.

وأوضح عباس بن علي آل حميد اللواتي مبتكر مؤسسة CSL أن المنصة تقدم دروساً تفاعلية حيث يجد الطالب المواد المقررة له في شكل برامج إلكترونية مبتكرة وليست مجرد مواد دراسية جافة حسب الطريقة التقليدية، وبذلك يمكن لأي طالب أن يدرس في أي مكان، وفي أي توقيت يلائمه، وحسب ظروفه الخاصة.

وبين اللواتي أن عمل المنصة يتم تحت إشراف طاقم دولي يتمتع بكفاءة عالية، وسيحصل المنتسبون على شهادات من المؤسسات المهنية الدولية المعتمدة، كل هذا سيتم بالكامل عن بعد، مع وجود إجراءات صارمة لضمان الجودة وعدم التلاعب.

* مشاركة في برنامج القيادات الإعلامية العربية -سلطنة عمان