السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

LA SAPE.. مهووسون بالماركات العالمية من أفقر أحياء العالم

LA SAPE.. مهووسون بالماركات العالمية من أفقر أحياء العالم

LA SAPE.. مهووسون بالماركات العالمية من أفقر أحياء العالم

تأثر جنود الكونغو أثناء خوضهم الحرب العالمية الثانية بالموضة الباريسية، وجلبوا معهم إلى بلادهم آخر الصيحات، وأصبحت ثقافة ارتداء الملابس الأنيقة ومواكبة الموضة هوساً لدى الكونغوليين.

ليس هذا فقط بل قامت مجموعة من الشباب بتأسيس "جمعية السادة الأنيقين" (لاساب LA SAP)"، ففي أحيائهم الفقيرة تشاهد أناقة وترفاً مبالغاً فيهما، وأعضاء هذه الجمعية يجب أن يمتلكوا أطقماً مختلفة الموديلات والأزياء، وكل طقم يجب أن ترافقه إكسسواراته والحذاء المناسب له.

وهم يضحون لدرجة كبيرة للحصول على هذا المظهر الأنيق، فهم على استعداد لإنفاق المال على الأزياء على حساب الغذاء أو الحصول على القروض، أو ارتكاب أي حماقات لجني المال من أجل شراء الملابس الباهظة وإبهار الناس، فهم يعيشون في فقر مدقع ولكنهم يرتدون بدلات أرماني إيف سان لوران.




الحرب العالمية تجلب الأناقة للكونغو

بدأت القصة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عندما عاد الجنود وجلبوا معهم من فرنسا العديد من قطع الملابس الجميلة والماركات الباريسية العريقة، وكانوا يلتقون في يوم الأحد ويستعرضون هذه الملابس أمام الآخرين ليظهروا أنهم أفضل من الجميع ويتباهون من الذي جلب معه الأجمل، وهكذا ظهرت حركة المولعين بالموضة لاساب وتحديداً في مدينتي كينشاسا وبرازفيل، وهم لا يلبسون الملابس المقلدة فهم يخشون أن يتم معرفة ذلك.

ولا يعرف الأشخاص الآخرون قيمة الملابس التي يقتنيها مهووسو الأناقة، فمن المحتمل أن يرتدي أحدهم حذاء بقيمة باهظة جداً في حين أن أحد أفراد عائلته يشقى لقاء جزء بسيط من ثمن حذائه، فالكثير منهم لا يصرحون لعائلاتهم كم ينفقون على إطلالاتهم وأزيائهم.



معنى لاساب وقواعد الجمعية

تعني كلمة لاساب مجتمع الناس الأنيقين ومجتمع السادة حيث توجد قواعد بالعيش والسلوك وأسلوب اللباس، وعلى الرغم من أنه في وقت سابق في بداية الثمانينات ظهرت حملات لمنع "لاساب" إلى أنها أصبحت تحظى باحترام كبير في الوقت الحالي، وأصبحت جزءاً من تراث الكونغو الثقافي، وأصبح الآن يسمح لهم بالمشاركة في الأحداث الثقافية العامة كالمعرض الأفريقي للأزياء والحرف.



من مجمع الفقر والأمراض إلى الأناقة

وعلى الرغم من أن لهذا البلد تاريخ طويل مع الحروب والفقر والمرض وسوء التغذية الذي أودى بآلاف الأشخاص طوال فترة التسعينات، فهناك من يرتدي الملابس الباهظة التي يبلغ ثمنها ما يكفي للعديد من الأسر في الأحياء الفقيرة، ولكن في الوقت نفسه هؤلاء الأشخاص المهووسون بالأناقة هم ليسوا أثرياء، فهم رجال عاديون يعملون على سيارات الأجرة ومزارعين ونجارين.



جانب مظلم

وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة ملهمة وتأسر من النظرة الأولى، إلا أن لها جانباً مظلماً أيضاً، وفي حين أن كسب ما يكفي من المال لتوفير الغذاء هو الأولوية بالنسبة لأغلب سكان المنطقة، فإن جمع ما يكفي من المال للحصول على قبعة مصمم فرنسي أو إيطالي للتناسب مع حذاء معين هي أولوية بالنسبة لجماعة لاساب، مما يثير القلق في أن تسيطر احتياجات الموضة على الاحتياجات الإنسانية الأساسية، كما يتباهى أصحاب هذه المجموعة بقدرتهم على الاستحمام وبنظافتهم، في حين أن البلد تفتقر لوجود المياه، في حين يضحي الكثيرون من أجل شراء سيارة أو دفع الرسوم المدرسية لأطفالهم، وليس ذلك فقط فبسبب هذا الهوس لجأ الكثير منهم للحصول على الملابس بطرق غير قانونية وقضوا أعواماً خلف القضبان.