الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الإمارات تفتتح نُزُل السلام في البحرين

افتتحت دولة الإمارات ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في مملكة البحرين ""نُزُل السلام" في مدينة المحرّق، أحد مشاريع استعادة المباني التراثية الذي تدعمه دولة الإمارات.

ويعتبر "نزل السلام" جزءاً من مشروع ثقافي مشترك يستهدف إعادة إحياء بيت "فتح الله" التراثي، إضافة لتشييد "الركن الأخضر"، بعد ترميم البيت وخضوعه لأعمال إعادة تصميم داخلي في إطار الاتفاقية الموقعة لتوثيق علاقات التعاون الثقافي بين الإمارات والبحرين للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك للبلدين.

وشارك في افتتاح "نُزُل السلام" وفد إماراتي برئاسة نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومجلس أمناء المركز برئاسة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.

ويعد هذا المشروع أولى ثمار عدد من الاتفاقيات التي جرى توقيعها العام الماضي خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة لدولة الإمارات ومركز الشيخ إبراهيم، والتي كان من بين بنودها التوقيع على مذكرة تفاهم بين المركز، ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات للاحتفاء بمئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واختيار مدينة المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية.

ويجسد هذا المشروع العلاقات الإماراتية البحرينية المميزة، وحرص البلدين على الحفاظ على الإرث التاريخي والأصول الثقافية والحضارية في ظل خصوصية العلاقات الثنائية القائمة على روابط راسخة وتاريخ مشترك، مع وحدة المصالح والتعاون البناء لما فيه خير الإنسانية.





وشكرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة دولة الإمارات، معبرة عن سعادتها بعودة الحياة إلى بيت فتح الله الذي كان منذ عام 1947م علامة مميّزة في المحرّق ويعود ليكون مكان استراحة للسائح الذي يأتي إلى زيارة طريق اللؤلؤ المدرج على لائحة التراث الإنساني العالمي، فيكتشف جمال العمارة البحرينيّة.





من جانبها قالت نورة الكعبي: "نحتفي هذا العام في دولة الإمارات بعام التسامح، وليس أجمل من أن تقترن قيمة التسامح بقيمة السلام، نحتفل اليوم بافتتاح (نزل السلام)، أول نزل يتم ترميمه في منطقة اﻟﻤﺤﺮق القديمة وأول فندق يقع على مسار اللؤلؤة، ليستعيد هذا البيت التراثي مجده ويستقبل زواره ويقدم لهم تجربة استثنائية تهتم بتفاصيل الحياة البحرينية وتوقظ في قلوبهم الحنين إلى الماضي".

وأضافت الكعبي: "إن اهتمام والتزام دولة الإمارات بمساندة مشاريع إحياء التراث والحفاظ على الموروث الثقافي في الدول الشقيقة والصديقة في منطقتنا العربية وحول العالم، هو إرث نحمله في قلوبنا وعقولنا أورثنا إياه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونسعى من خلال التعاون مع المؤسسات الثقافية المرموقة كمركز الشيخ إبراهيم لأن نكون أوفياء لهذا الإرث والعمل على توسيع نطاقه وتطوير رؤيته".





ويفتح نزُل السلام هو بيت "فتح الله" فناءه ومساحاته لاستقبال زوّار مسار اللّؤلؤ في المحرّق والمُدرَج على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ وذلك كأوّل فندقٍ يقع ضمن هذا السّياق. مشروع ترميم وتأهيل بيت فتح الله سيكون مقصدًا لزوّار المسار والمدينة التّاريخيّة، وأحد مواقع مركز الشيخ إبراهيم.

ويعكس "نُزُل السلام" أصالة الطراز المعماري الفريد لمملكة البحرين، وسيتيح لزواره فرصة الإطلاع على العديد من العناصر الأساسية التي تميز تصميم البيوت البحرينية التقليدية الممزوجة بلمسات عصرية. ويزين غرف نزل السلام أقوال مأثورة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وقد تولى التصميم الداخلي للنزل استوديو عمار بشير للإبداع الفني، المكون من فريق بحريني شاب يرأسهم المصمم البحريني عمار بشير الذي حمل على مدى الاعوام الماضية على عاتقه تعزيز الحرفية البحرينية المتقنة والتي اشتهر بها الحرفيون البحرينيون في شتي المجالات.





وتقدم فكرة النزل سرداً لحكاية جلجامش، تلك الأسطورة التي تم إعادة صياغتها بشكل معاصر وتصميم حديث في معلقات جدارية وأرضيات مزخرفة تم تصميمها وتنفيذها في البحرين. تحمل الغرف أسامي من الحكاية، كغرفة نور، رؤيا، و زهرة الخلود، وتم تصميم الاثاث على طراز حقبة فترة الاربعينيات ونُفّذ بحرفية عالية. إن فناء نزل السلام هو حديقة مثمرة من أشجار الليمون والبرتقال، في رمز إلى العطاء المستمر للوالد القائد الشيخ زايد، أما الأقمشة والمطرزات المستخدمة هي مزج لرواية جلجامش مع تصاميم النقدة وهندسة العمارة البحرينية.

ويحتوي نزل السلام على جدارية الشمس والقمر التي هي جدار متحرك بتقنية عالية يعكس غروب وشروق الشمس والقمر كذلك في عدة حركات تأخذ مجراها من أقوال مدونة القائد الوالد الشيخ الزايد والتي أصبحت اليوم المحور الأساسي لمنهج الوحدة والسلام للعالم العربي. يربط المنزل في الوسط سلم خشبي تم تصميمه وتنفيذه على مدار ستة أشهر من العمل المتواصل ويضم 700 قطعة خشبية تسرد مفردات أسطورة جلجامش في أسلوب معاصر يربط الطابقين العلوي والسفلي في رمز إلى مزج التراث البحريني بالحضارة التاريخية للمحرق.