الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

بشير الديك: الاستسهال آفة الأعمال الدرامية.. والقراءة طوق النجاة للمؤلفين الشباب

بشير الديك: الاستسهال آفة الأعمال الدرامية.. والقراءة طوق النجاة للمؤلفين الشباب

بشير الديك

يمثل الكاتب والسيناريست بشير الديك حالة خاصة في عالم السينما والدراما، فهو من أبرز كتاب السينما المصرية، الذين قدموا أعمالاً بارزة، لا سيما خلال الثمانينات مع مخرجي الأعمال الواقعية مثل عاطف الطيب ومحمد خان وغيرهما، كما برزت كتاباته في الدراما التليفزيونية خلال السنوات العشر الأولى من الألفية الجديدة مع المخرج نادر جلال.

وأكد الديك في حواره مع «الرؤية» أن الاستسهال والتكرار، والانسياق وراء النمط الاستهلاكي، هي آفة العصر في الأعمال الدرامية والسينمائية حالياً، باستثناء بعض التجارب المتميزة القليلة في هذا الإطار، حسب رأيه.

وأوضح أن حبه للمغامرة كان وراء إخراجه لفيلم الرسوم المتحركة «الفارس والأميرة» الذي حقق به حلماً طال 20 عاماً، ليعرض أخيراً في مهرجان الجونة السينمائي في دورته الماضية.


وأشار إلى أن سعة الاطلاع، عبر القراءة والمشاهدة والتفاعل المستمر، هي بمثابة طوق النجاة لجيل الشباب ممن يريدون الدخول إلى عالم الكتابة التلفزيونية والسينمائية، مؤكداً على دور ورش الكتابة في تقديم مؤلفين موهوبين.


• في البداية حدثنا عن فيلمك الأخير «الفارس والأميرة» الذي عرض بمهرجان الجونة.

- هذه التجربة عمرها يزيد على 20 عاماً، حيث كنت أعد لها مع المخرج الراحل محمد حسيب، حين طلب كتابة سيناريو لفيلم رسوم متحركة مصري، ووضعنا سوياً الملامح العامة والخطوط العريضة له، وكان اقتراح «حسيب» أن يكون الفيلم عن حياة محمد بن القاسم الثقفي، الفارس العربي الذي تمكّن من تحقيق نجاحات كبيرة وفتح بلاد السند، وقام بتحرير أطفال ونساء من يد القراصنة في المحيط، وبدأت في الاطلاع على التفاصيل العامة حول الشخصية التي لم أكن قد قرأت عنها من قبل، وبدأنا العمل على المشروع سوياً حتى رحل محمد حسيب، وتوقف التحضير، إلى أن أسندت الشركة المنتجة مهمة الإخراج إلي.

• يعتبر الفيلم التجربة الثانية لك في الإخراج، ولكنها الأولى في مجال الرسوم المتحركة.. ألم تتردد؟

- أحب المغامرة في المعتاد، ووجدت في «الفارس والأميرة» ما يدفعني لاتجاه جديد رغبت في التفاعل معه، وكان بالنسبة لي حلماً كبيراً، استغرق الكثير من الوقت والجهد في تنفيذه، ولكن كل هذا لم أشعر به بمجرد استقبال الجمهور له بحفاوة حين عرض في مهرجان الجونة السينمائي، وأود أن أشير إلى أن طبيعة العمل كأول فيلم مصري ثنائي الأبعاد كان من الضروري أن تكون محطته الأولى في مهرجان كبير كالجونة، خاصة أن منتجه يسعى إلى عرضه بالصالات السينمائية، حيث يضم أسماء نجوم مميزين مثل دنيا سمير غانم ومدحت صالح ومحمد هنيدي وماجد الكدواني وعبلة كامل وعبدالرحمن أبوزهرة، وأتمنى أن يجد صدى طيباً في دور العرض.

• ما سبب قلة أعمالك في السنوات الأخيرة؟

- يهمني دائماً أن أقدم الجديد والمتميز في أعمالي، ولا أسعى للتواجد فقط دون إضافة، فقد صنعت اسمي من خلال أعمال كثيرة على مدار حياتي، وبالتالي لا أحب أن أعود إلا إذا كانت هناك تجربة تستحق أن أعود من خلالها .

• كيف ترى أحوال الدراما والسينما حالياً؟

- هناك العديد من التجارب المتميزة، لكنها قليلة، بينما الأغلب يحكمه الاستسهال والتكرار، والانسياق وراء النمط الاستهلاكي.

• وما نصيحتك لأي كاتب شاب يرغب في احتراف مهنة التأليف وكتابة السيناريو؟

- أنصحه بسعة الاطلاع، ودائماً ما أقول تشبيهاً ينطبق على الوضع وهو أن النحلة لا تتمكن من صنع العسل إلا إذا مرت على أصناف وأنواع متباينة من الزهور، كذلك الكتابة، هي مجهود شاق يعتمد على القراءة والمشاهدة والتفاعل طوال الوقت.

• وهل ترى ورش الكتابة قادرة على تقديم كتّاب موهوبين؟

- بالتأكيد.. وهذا حدث بالفعل في السنوات الأخيرة، ولكن العبرة هنا بآلية عمل هذه الورش، فهي ظاهرة متعارف عليها في العالم كله، ولكن أن يتم تنفيذها بمنطق الشللية أو المصلحة الضيقة من أجل التربح، أو الاستسهال، أو أن يكون ناتجها عملاً ضعيفاً، فهذا أمر لا يمكن أن يفرز كاتباً موهوباً.

• أي أفلامك تعتبرها الأقرب إلى قلبك؟

- كل عمل قدمته يشكل جزءاً هاماً من فكري ووجداني ومشوار حياتي، ويملك في نفسي معزة ومساحة خاصة، ولكن تبقى أفلامي مع محمد خان وعاطف الطيب هي الأهم في تقديري رغم تقديمي لأعمال أخرى أعتز بها مع مخرجين آخرين، فعاطف وخان كانا شريكين في الحلم وكانت بيننا حالة من التقارب الشديد في الفكر والطباع والتوجه أفرزت أعمالاً هامة في مشوار كل منا.