الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

زوجة زعيم ديني تثير الجدل في دولة مسلمة بعد طموحها لخلافته

زوجة زعيم ديني تثير الجدل في دولة مسلمة بعد طموحها لخلافته

مسجد الطريقة المريدية في مدينة طوبى بالسنغال.

يتصاعد الجدل منذ أيام في دولة السنغال حول «شرعية» السماح للنساء بتولي زعامة الطوائف والطرق الدينية المسلمة في البلاد.

ويعود السبب في هذا الجدل إلى إعلان الزوجة الثالثة لرجل دين، توليها لمنصب زعامة طائفته الدينية، بعد وفاته في مايو الماضي بمدينة بوردو الفرنسية.

وأعلنت السيدة سوخنا عيدة ديالو، خلافة زوجها الشيخ بيثيو ثيون في منصب قائد الطائفة الصوفية التي كان يتزعمها، والمنبثقة عن الطريقة المريدية ذات عدد الأتباع الكبير في غرب أفريقيا.




وحسب وسائل إعلام سنغالية يتبع طريقة «ثيون» مئات الآلاف من الأشخاص في السنغال وحول العالم، وكان الرجل يحظى بمكانة في المجتمع المحلي كما ارتبط اسمه بفضائح عدة وحوكم بتهم تتعلق بالقتل في السنغال بعد الانتخابات الرئاسية في 2012.

وجُوبِه طموح السيدة عايدة في خلافة زوجها، بحملة واسعة معارضة لتولي المرأة لمنصب «القائد» لأي طائفة دينية، بحجة حرمة الأمر في الشريعة الإسلامية، حسب فقهاء محليين.

ورداً على إعلان عيدة، أكد الزعيم الأعلى للطريقة المريدية الخليفة منتقى مباكي بصيرو، الأسبوع المنصرم، رفضه التام لهذا المسعى، مشدداً على أن هذه الفكرة لا تمت بأي صلة للإسلام.

وبعد هذه التصريحات، تراجعت سوخنا عيدة ديالو عن طموحها، وقدمت اعتذاراً مصوراً للخليفة منتقى وأنصاره، واضعة بذلك حداً لمغامرة فريدة من نوعها في بلد مسلم.



وترجع الطريقة المريدية في الأصل إلى الشيخ أحمدو بمبا الذي أسسها في عام 1883، والذي تركزت دعوته الصوفية على نبذ العنف والعمل الجاد.

ويقدر عدد أتباع الطريقة، التي باتت تتفرع منها عدة طرق أخرى، بأكثر من 5 ملايين شخص في السنغال وحدها، حيث تمتلك أكبر مسجد في غرب أفريقيا فاقت تكاليف تشييده الـ40 مليون دولار، حسب وسائل إعلام دولية.

وبشكل عام، تتمتع الطرق الصوفية في السنغال بنفوذ واسع، إذ يتبع غالبية السكان المسلمين الذي يمثلون 95% من 14 مليون نسمة هم إجمالي عدد السكان، لإحدى الطرق المنشرة في البلاد.